في أول زيارة رسمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حرص صاحب السمو رئيس الدولة على لقاء أبنائه الطلاب المواطنين المبتعثين للتعليم لدى كبرى الجامعات الأمريكية في مختلف التخصصات والمجالات العلمية والتكنولوجية الحديثة. بالقطع لا يخفى على كل ذي بصيرة مغزى حرص سموه على اللقاء، ولعل ما دار من حوار مثمر مع أبنائه الطلاب يكشف لنا جانباً من هذا الأمر، ذلك أن القيادة الإماراتية لم تترك فرصة إلا وعبرت فيها عن دعمها اللامحدود للشباب ورعايتها الشاملة لهذه الفئة التي ترى أنها عماد المستقبل وأمل البلاد في مواصلة مشوار التقدم والازدهار.
في هذا السياق يمكننا رصد عشرات المواقف والتصريحات المماثلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في التأكيد على أهمية دور الشباب وإعداده جيداً لكي يتحمل أمانة المسؤولية ويكمل المسيرة، حتى إن دعم سموه للشباب يمتد إلى الشباب العربي، خاصة المبدعين والموهوبين في المجالات التكنولوجية الحديثة.
لا ريب أن دعم القيادة لصفوة أبناء الوطن من الدارسين في الخارج يقدم دليلاً إضافياً واضحاً على اهتمام الدولة المستمر بتأهيل كوادر وطنية قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التميز، ويشكل دعامة رئيسية في مسيرة بناء مستقبل الدولة وتعزيز موقعها العالمي، وهذا بالتحديد ما قصدت القيادة ترسيخه في الأذهان وإيصال رسالته لنا جميعاً.
«لقاء واشنطن» شهد اطمئنان القائد على حسن سير حياة أبنائه التعليمية وتذليل أية عقبات تحول دون إتمام برامجهم وفق الخطط والاستراتيجيات الموضوعة حتى يعودوا للوطن وهم على أكمل استعداد للعطاء في مختلف ميادين العمل، وذلك في إطار حرص كل مواطن ومواطنة أن تبقى راية الدولة عالية في مقدمة الأمم، وذلك انطلاقاً من الإيمان الراسخ للقيادة الرشيدة أن الشباب هم ثروة البلاد الحقيقية، وفق نص الكلمات الذهبية التي قالها خلال اللقاء صاحب السمو رئيس الدولة لأبنائه المبتعثين: «نريدكم دائماً متميزين ومتفوقين لأننا نراهن على النوعية.. ونحن اليوم نستثمر فيكم ونعتبر هذا أفضل استثمار للمستقبل».
ينبغي علينا أن نقرأ جيداً مضمون رسالة سموه للطلبة ورائدي الفضاء هزاع المنصوري ونورا المطروشي على ضوء الرؤية الاستراتيجية التي تقود الدولة نحو تحقيق التميز العلمي والتقني، فالدعم الذي تقدمه الدولة لأبنائها الدارسين في الخارج يتجاوز التسهيلات المادية والمعنوية، كونه استثماراً استراتيجياً يعزز مكانة الإمارات في مختلف المجالات.
في النهاية، يظهر بوضوح أن الإمارات تعي جيداً أن المستقبل يبنى على العلم والمعرفة؛ ولذلك فإن دعم الطلبة في الخارج يعد خطوة أساسية نحو تحقيق أهدافها التنموية ورؤيتها الطموحة والواعية لمستقبل لا مكان فيه إلا للأقوياء.