بانضمامها إلى نادي العشرة الكبار عالمياً في مجال التنافسية، تثبت دولة الإمارات أن خططها الرامية إلى التحول لاقتصاد مستدام النمو، قائم على المعرفة والابتكار وتعزيز بيئة الأعمال، ولا يعتمد على النفط، تسير بوتيرة أسرع من التوقعات.
وصعدت دولة الإمارات هذا العام خمسة مراكز دفعة واحدة على سلم الترتيب العالمي لأكثر الدول تنافسية، بحسب تقرير «الكتاب السنوي للتنافسية العالمية» لعام 2017، الصادر عن مركز التنافسية العالمي، التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بمدينة لوزان السويسرية، الذي يعد أحد أهم الكليات المتخصصة على مستوى العالم في هذا المجال.
وسجلت الدولة قفزات رشيقة في المحاور الأربعة للتقرير، وهي الأداء الاقتصادي، والكفاءة الحكومية، وفعالية بيئة الأعمال، والبنية التحتية، كما حققت في المجمل تقدماً لافتاً في 346 مؤشراً فرعياً، تقيس مختلف الجوانب والعوامل التي تؤثر في هذه المحاور.
ولا تبعث هذه النتائج فقط رسالة واضحة حول متانة اقتصاد الإمارات وريادتها إقليمياً وعالمياً في توفير كافة مقومات النمو والاستدامة للأعمال والاستثمارات، ولكنها تقدم أيضاً دليلاً على وضوح الرؤية الاستراتيجية للدولة، وكفاءة سياساتها التنموية، وفعالية النموذج المستدام الذي تتبناه.
والمعروف أن نماذج التنمية في الدول الغنية بالموارد الطبيعية، غالباً ما تشهد خلطاً بين النمو الاقتصادي الذي يستهدف زيادة الناتج الإجمالي من السلع والخدمات وغيرها، وبين نموذج التنمية الاقتصادية بمفهومها الواسع، الذي يشمل، إضافة إلى الاهتمام بمعدل النمو الاقتصادي الرقمي والكمي، أبعاداً أخرى إنسانية واجتماعية وثقافية، أي يهتم بالاستثمار في البشر، توازياً مع اهتمامه بتنمية الموارد وحسن إدارتها، واستثمار عوائدها بالشكل الأمثل.
ولكن هذا الخلط لا تعرفه دولة الإمارات، إذ إن النموذج التنموي الذي تتبناه، لا يركز فقط على رفع معدلات النمو الاقتصادي، ولكنه يمتد أيضاً إلى العقول البشرية والمجتمع والسياسات الحكومية المستقبلية، إيماناً من المخططين بأن تطوير الإنسان والاستثمار فيه، هو العملة العالمية الرائجة لاقتصادات المستقبل.
وتؤكد نتائج تقرير التنافسية العالمي، أن القيادة الرشيدة في الإمارات، لا تترك أمراً للمصادفة، وتخطط ، لا للجيل المقبل فقط ، ولكن لقادم الأجيال، كما تحفّز فرق العمل المؤلفة من آلاف الكوادر في مختلف الوزارات والدوائر والهيئات الحكومية على تنفيذ الخطط التنموية بالشكل الأمثل، وهو ما تظهر نتائجه سريعاً على الأصعدة كافة.
ورغم أن الطريق إلى المركز الأول عالمياً في التنافسية لن يكون سهلاً، إلا أن الإمارات كدأبها دائماً، أعلنت، وبكل ثقة، أنها لن ترضى بغيره بديلاً.
إذا «يا مرحبا الساع بالتنافسية».