لا جدال في روعة فكرة إقامة مؤتمر عام لكرة القدم، فهي فكرة رائدة لا اعتقد ان هناك اتحادا اهليا سبقنا إليها، مما يسمح لنا بتصنيفها في خانة العمل الإبداعي، خاصة ومن شأنها أن تسفر عن خطوات تضع الجميع أمام المسؤوليات المطلوبة منهم في المرحلة القادمة، حيث يمكن تحديد الأطر والنقاط التي يمكن محاسبة كل فرد أو هيئة عليها، وبدء المؤتمر بورشة العمل التي ستجرى اليوم لشرح التعديلات وتهيئة المناخ للنقاش الموضوعي في الجمعية العمومية يوم السبت، اعتبره جزءا من التحضير الجيد والاستهلال الذي يستوجب الإشادة والثناء، خاصة ومن شأنه غربلة القضايا وتحديد ما يستحق منها للنقاش المفيد يوم السبت.
والمعروف أن فكرة المؤتمرات أو ما يسمى بـ"الكونغرس"، ابتدعتها الهيئات والاتحادات الكبرى مثل اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي تقام دائما في بضعة أيام وليس يوما واحدا لاشتمالها على اجتماعات جميع اللجان الخاصة بالهيئة وانتهائها إلى توصيات يتم مناقشتها وإقرار المفيد منها في اليوم الأخير المخصص للجمعية العمومية، واتمنى لو تطور المؤتمر في السنوات القادمة وأصبح على نفس الترتيب، بحيث يبدأ بعقد اجتماعات جميع لجان اتحاد كرة القدم الأخرى وإعداد تقاريرها التي يتم مناقشتها في اجتماع الجمعية العمومية إلى جانب باقي بنود جدول الاعمال الأخرى المتمثلة في التقارير الإدارية والفنية والمالية المرسلة إلى الأندية الاعضاء وما تطرحه من مقترحات تعالج اوجه القصور والمشاكل التي واجهتها خلال الموسم.
تحويل اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد إلى مؤتمر موسع سيحضره ويراقبه ضيوف من اتحادات دول مجلس التعاون الخليجي والاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، يعني أننا لن نكون حيال اجتماع تقليدي، وإنما حدث كبير يتعرض لقضايا اللعبة من واقع التطبيق العملي، ويعمل على التخطيط والبناء للمستقبل، وهذا في حد ذاته يفرض على الأندية الاعضاء في الاتحاد، سواء انتموا إلى تيار الاحتراف أو الهواية، التحضير الجيد للمؤتمر بمعنى إرهاق أنفسهم بحثا عن أفكار خلاقة وعلاجا لمشاكل مؤثرة سواء على مسيرتهم أو على مسيرة اللعبة، ولا اتصور أن هناك صعوبة في ذلك بعد أن قطع خمس سنوات في مشوار الاحتراف، ونحن كإعلام تناولنا الكثير من المشاكل والقضايا التي صرخت منها الأندية طوال الموسم، والتي تحتاج إلى نقاش موضوعي مهم، مثل ضغط المباريات وعدم انتظام أيامها، ومشاكل المشاركين في البطولات الخارجية، ومشاكل تسجيل وحقوق المحترفين وغيرها.
ويقيني الخاص أن هذه التجربة الجديدة التي أقدم عليها اتحاد الإمارات لكرة القدم، سوف تتحول إلى سنة ستتبعها الكثير من الاتحادات في المستقبل القريب جدا، وخاصة إذا كتب لها النجاح، وهذا ما نتمناه وننشده، فمن شأنها مضاعفة مكانة اتحاد الإمارات بين باقي الاتحادات الأخرى، وفي نفس الوقت وضع كل شخص ومسؤول سواء في الاتحاد ولجانه أو في الأندية أمام مسؤولياتهم التي سيحاسبهم عليها الجميع.
كرة القدم التي نتمناها أصبحت على المحك بهذا المؤتمر السنوي المهم، وعلينا أن ندعمه جميعا طالما نتطلع بصدق إلى الارتقاء بلعبتنا الشعبية الأولى، وأقول للأندية ورشة اليوم محاولة للمساعدة من جانب الاتحاد، لكنها ليست كل شيء والأهم هو ما لمستموه أنتم من قضايا عليكم طرحها بكل صدق وشفافية.