تلقيت بالأمس العديد من الاتصالات التي تؤيد ما طرحته قبل يوم في هذا المكان، بخصوص السلبيات التي رافقت مؤتمر اتحاد كرة القدم، والتي أعود وأكرر بأنها لا يجب أن تؤثر بأي شكل من الأشكال على الايجابيات الأخرى التي تدفعنا إلى المطالبة بالحفاظ على هذا التقليد مع تطويره والقضاء على ما صادفه من سلبيات ما كنا نتمنى حدوثها، ولعل أقصى ما تلقيته من نقد صدر عن "الوحداوي" خليل إبراهيم بو جراح، العاشق والمتابع لكل أحداث كرة القدم، والذي اعتبر ما حدث امتداد وتكرار لأخطاء حدثت في سنوات ماضية، وما كان على الاتحاد الوقوع فيها مرة أخرى إذا كان صادقا في الارتقاء باللعبة، والذي يعتمد في الأساس على الارتقاء بالعمل الإداري.

ما تناولته بالأمس بشأن المادة الخاصة بسن 18 سنة وعقد الاحتراف الأول للاعب، وما انتهوا إليه من مخالفة للقوانين الدولية، أردت به أن أوضح للمعترضين قبل المؤيدين، أنهم سيكونون أول المتضررين من المادة بعد إعادتها لسيرتها الأولى، واعتقد أنكم تعلمون قبل غيركم بأن أي لاعب سيتعرض لمشكلة مع ناديه إذا لم يعجبه العرض المقدم منه وكان أمامه ما هو أفضل من ناد آخر ورفع الأمر إلى الاتحاد الدولي، فإن الاتحاد سيحكم لصالحه طبقا لقوانين الاتحاد الدولي وليس طبقا للائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين المحلية، لأن المادة التي وضعناها تتناقض مع نص أساسي يعتبر من القواعد الرئيسية التي لا يمكن مخالفتها، وعليه ستكون الأندية هي الخاسر وليس اللاعب، وبدلا من اجتهادها للحصول على أفضل عائد ستخسر المال وأشياء أخرى.

الغريب هو إصرار اندية على تغيير هذه المادة على الرغم من رفع حد التعويض إلى 6 ملايين درهم تقريبا وهي تعادل 5 اضعاف المبلغ المحدد من قبل، والطريف أن أحد الحضور اعترض على ذلك لأنه يرى وجود ناشئين تزيد قيمتهم عن هذا المبلغ، بل إن في ناديه ناشئ عمره 17 سنة وقيمته الفنية لا تقل عن 20 مليون درهم، وأقول له هل كل الناشئين على نفس المستوى حتى نغير حد التعويض بسبب لاعب واحد؟، وإذا كان هناك نادي يرى أن ثمن لاعبه أكثر من ستة ملايين، فبما أنه صاحب أولوية في التعاقد معه فليدفع له ما يستحق من مقابل، بمعنى آخر من يرى أن لاعبه الناشئ يستحق 20 مليونا، فليبرم معه عقدا بهذا المبلغ ويعرضه للبيع بعد عام أو أكثر بما هو أكبر؟، فهذا سوق يكسب فيه من يدفع أكثر.

عموما لقد طرحت ما اعتقد أنه الصواب وفي الصالح العام، واعلموا أن التطور لا يحدث إلا عندما يتخلى الفرد عن مصلحته الخاصة ويعمل من أجل تحقيق ما يفيد الجميع، فتطور الجميع هو الضمان الوحيد لاستمرار التطور، وبعيدا عن مؤتمر اتحاد كرة القدم أهنئ اتحاد ألعاب القوى "أم الألعاب" بما حققه من إنجاز كبير في بطولة آسيا لألعاب القوى في الهند، فهي المرة الأولى التي تنال فيها الإمارات ذهبيتين وفضية على مستوى آسيا، ومبروك للاعبتنا إلهام بيتي الذهبيتين ولقب أفضل لاعبة مع التأهل لبطولة العالم ومبروك لعلياء الفضية، وهذا التطور للاعبتين يؤكد بأننا على مشارف ما هو أكبر، وعلى الاتحاد استثمار هذا الإنجاز جيدا في خلق مواهب جديدة للمستقبل.