موعدنا اليوم مع الجولة الثانية من كأس المحترفين، وهي جولة يمكن القول إنها فاصلة في تحديد موقف بعض الفرق من هذه المسابقة، وأعني بالتحديد الفرق الكبيرة التي تعرضت للخسارة في الجولة الأولى. فإذا سقطت أو أي منها للمرة الثانية سوف يعني هذا عدم الاكتراث بالمسابقة كمنافسة.
والاكتفاء باعتبارها فرصة للحفاظ على لياقة اللاعبين البدنية قبل الفنية في غياب اللاعبين الدوليين بالمنتخب الوطني وتوقف المسابقة الرئيسية "دوري الخليج العربي للمحترفين"، وعليه فإن الفرق التي ستغير من صورتها في الجولة الأولى إلى الأفضل، فإنها بذلك قد وجهت رسالة لنا ولجماهيرها بأن ما حدث كان مجرد كبوة مباراة عادة ما تحدث للفرق في بداية المسابقات، وخاصة عندما يتولاها مدربون جدد.
تذكرون أنني طالبت اتحاد الكرة ولجنة المحترفين قبل يومين بضرورة إحداث تغيير جوهري على المسابقة، ومنحها من الحوافز ما يجبر الأندية والمدربين والفرق على منحها المزيد من الاهتمام، وهو أمر لا يحبذه البعض وربما يكونون كثر لقناعتهم بافتقاد المسابقة مبدأ تكافؤ الفرص مع حرمان الفرق الكبيرة من جهود عدد من لاعبيها المؤثرين بوجودهم مع المنتخب.
وهذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها، لكن المنطقي أن تمتلك الأندية وخاصة الكبيرة صفاً ثانياً من اللاعبين يكونون جاهزين لتعويض الظروف الطارئة مثل الإصابات والإيقافات، وإن أظهرت مثل هذه المسابقة افتقادها للصف الثاني، فهذا خطأ جسيم تسأل عنه الأجهزة الفنية المناط بها مهمة إعداد البدلاء لسد النقص في أي وقت.
كثير من المدربين الأجانب يتعاملون مع لاعبينا على أنهم محترفون خالصون، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وأنهم قادرون على الفصل بين المسابقات حسب أهمية كل منها والتعامل معها بالقدر المناسب لها.
وأغلبهم لا يدركون حجم الأثر النفسي الذي يمكن أن تتسبب فيه خسارة مباراة حتى ولو كانت في مسابقة تنشيطية، لجهلهم بحجم تأثر اللاعبين بما يسمعونه من تعليقات خارجية من المشجعين والمحبين والأصدقاء تنعكس عليهم سلبياً وقد يحتاجون إلى وقت طويل قبل التغلب عليها، ولا اعتقد أن هناك من يختلف معي في أن خسارة العين والأهلي والنصر والشباب في الجولة الأولى تركت آثاراً نفسية سلبية على لاعبي وجماهير الفرق الأربعة، ولو تجددت الخسارة لأي منها ستكون هناك مشكلة كبيرة.
لا أريد أن أبدو قاسياً في تقييمي للموقف، لكنه الواقع الذي لا يخفى على أحد، ولابد وأن أسجل احترامي وتقديري لجميع الفرق التي منحت المسابقة حقها من الاهتمام والجدية وسعت إلى تحقيق فوز ينعش ويعزز نفسيات لاعبيها، وأخص بالذكر عجمان حامل اللقب، الذي حقق فوزاً مهماً على النصر، وكذلك بني ياس والظفرة والوصل، وأتمنى أن تراجع الفرق الكبيرة موقفها وتعيد النظر في طبيعة تعاملها مع المسابقة.
وأكرر طلبي للاتحاد واللجنة وأسألهما، لماذا لا يُمنح بطل كأس المحترفين حق تمثيل الدولة في بطولة أندية الخليج؟، لجنة المحترفين اختارت عبد الوهاب عبد القادر مدرب عجمان الأفضل عن الموسم المنصرم، مع أن فريقه لم يفز لا بالدوري ولا بالكأس، وإنما فاز بكأس اتصالات، ومن هنا أتساءل ألا يستحق البطل هو الآخر أن يكون أحد فرسان الدولة في المسابقات الخارجية؟.