كشفت انسحابات فرق الوصل والشارقة واتحاد كلباء من الجولة الأولى لمسابقة كأس الاتحاد لكرة الصالات، عن حجم المشاكل التي تعانيها هذه الرياضة الحديثة، والتي لم يمر عليها في ملاعبنا كنشاط رسمي سوى أربعة مواسم فقط، لكن المثير في الأمر أن الأسباب في مجملها مالية، والأكثر إثارة، أن يكون الوصل من بينهم، وهو أكثر الأندية حصداً للبطولات، بفوزه بتسعة ألقاب في 4 مواسم.

وهذا المشهد الذي ازداد غرابة بحدوث الانسحاب الثاني من جانب فريق الوصل، والذي أحدث ربكة غير متوقعة في بداية الموسم، يؤكد بأن مستقبل اللعبة على المحك، ويتطلب دراسة حقيقية لواقعها، وعلاج جذري لمشاكلها، وتدخل سريع من جانب مجلس الشارقة الرياضي، المشرف على نشاط كرة الصالات، باتفاق مع اتحاد كرة القدم.

على الرغم من انزعاجي من خبر انسحاب الوصل في مباراته الأولى أمام الظفرة، إلا أنني، ولمعرفتي بإمكانات وقدرات نادي الوصل، استبعدت أن يكون ما حدث قد تم عن قصد، وأقنعت نفسي بأن الصدف ربما تكون قد لعبت دوراً في ذلك، لكن مع حدوث الانسحاب الثاني أمام الوحدة.

وفي مشهد غريب، متمثل في حضور عدد قليل من اللاعبين إلى موقع صالة المباراة، من دون بطاقات اللعب، أو الزي الرياضي، فالأمر بحق يثير الدهشة والريبة، والصورة الخارجية تشير وكأن هناك نوعاً من القصد والعمد في إحداث هذا المشهد، ربما رغبة في تحقيق مآرب أخرى، نحاول من جانبنا الوقوف عليها، مساهمة في حل هذه المشكلة، وإعادة الأمور إلى سابق عهدها، خاصة، والمعلومات المتوفرة تشير إلى وجود جذور للمشكلة.

ولعل أبرز هذه الجذور، المعلومات الخاصة بطريقة الاستغناء عن مدرب الفريق محمود عزيز، الملقب بـ "صائد البطولات"، فربما يكون الأسلوب برسالة على الهاتف، بعد هذه الفترة غير القصيرة مع الفريق، وما حققه معه من إنجازات، قد أثارت حفيظة اللاعبين، وربما تكون الأسباب مالية.

كما يشاع، لكن المؤكد، أنها ليست بسبب غياب بعض اللاعبين مع المنتخب، لأن مسابقة كأس الاتحاد تقام في الأساس بدون اللاعبين الدوليين، مثل مسابقة كأس المحترفين في كرة القدم، وأنا على يقين من قدرة مجلس إدارة نادي الوصل على احتواء هذه المشكلة، وعلاجها بسرعة، وإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح لمواصلة المنافسة على البطولات.

وبما أن مجلس الشارقة الرياضي هو المشرف على هذه الرياضة، فهو مطالب الآن بدراسة هذه المشكلة، وإيجاد الحلول التي تعيد لها الاستقرار، وأقصد هنا بشكل خاص، المشكلة المالية التي أجمع عليها كل من سألناهم عن أسباب هذه الحالة في كرة الصالات.

ولا بد وأن يكون للمجلس دوره في دفع الأندية إلى المزيد من الاهتمام الإداري باللعبة، فمن غير المقبول، أن يكون مدير أحد الفرق موظف بدالة، وفي كل الأحوال، لن تكون لجهود المجلس أي تأثير من غير تعاون صادق من إدارات الأندية معه، وهي مطالبة في الأساس بالجلوس مع فرقها، والاستمتاع إلى آراء اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، والإخلاص في حل كل ما يواجههم من مشكلات.