قارب الفصل الدراسي الأول على الرحيل، محملاً بتفاصيل جميلة أسعدت بعض الطلاب كثيراً وأخرى أكثر تحدياً، ستبقى جميعها اليوم مؤرشفة في سجل أجمل البدايات، وهي فرصة لتجديد الأمل وزرع بذور التفاؤل والطموح في نفوس الأبناء، ليتمكنوا من تعديل المسار وكسب خبرات جديدة وصقل المهارات لاستكمال العام الدراسي بنجاح.

حقيقة بعض الطلاب قد يصل إلى المراحل المدرسية الأخيرة مدركاً بعد تفكير عميق ومشاورات عقلانية وإدراك تام أنه اتخذ قراراً غير صائب ولابد من التغيير أو التجديد قبل فوات الأوان، هنا بلا شك يأتي دور أولياء الأمور في مساندتهم والوقوف بجانبهم لضمان توفير مستقبلٍ باهر يتماشى مع مبادئهم وقيّمهم وأهدافهم المستقبلية حتى ولو كانوا في نصف العام الدراسي.

كما أنه من المهم تعزيز الانفتاح وفن الحوار المستمر مع الأبناء، مع التأكيد على أهمية أن يشعروا بأن آراءهم ذات قيمة وتُؤخذ على محمل الجد. هذا بحد ذاته يعزز لديهم المصداقية لكشف رغباتهم الحقيقية بكل شفافية، ويدفعهم للمشاركة بكل ثقة في اتخاذ قراراتهم دون أيّ تردد. ويجدر التنويه بأن الحوار الفعّال ليس مجرد وسيلة لمعرفة توجهات الأبناء فحسب، بل هو أداة أساسية لزرع الثقة بالنفس وبناء علاقة قوية وداعمة بين الأسرة والأبناء.

لذا، احرص باستمرار على أن تقف بجانب الأبناء، وقيم الأمور من منظورهم الشخصي، وليس من خلال رغباتك وأحلامك وتوقعاتك؛ فأنت لست هم، وأهدافك وأحلامك قد تختلف عن أحلامهم وتطلعاتهم.

إنها لحظة للشعور بالفخر والاعتزاز بما يحققونه من إنجازات لافتة في كل فصل في عامهم الدراسي، ومراجعة الأسباب الجذرية لبعض الإخفاقات للتمكن من استخلاص الدروس المستفادة منها والعمل على تحسينها في النصف الآخر من العام الدراسي، والاستعداد بإرادة قوية وصلبة لاستكمال طريق أبنائنا بروح تنبض بالأمل، وتتوهج بالطموح والشغف نحو مستقبلٍ مشرق.