لا تزال إحدى السيدات تتذكر بداياتها الصعبة في مسارها الوظيفي، عندما لم تكن تمتلك الخبرة الكافية أو المهارات النوعية اللازمة، ولا حتى الكاريزما القوية والواثقة التي تحتاجها للاستمرار في أي مجال تنافسي. كانت تعمل في محيط يسعى فيه الجميع لإثبات كفاءتهم الاستثنائية، بهدف الاستمرار في بعض المؤسسات العريقة والوصول إلى المنصب أو المرتبة التي يحلم بها أي فرد.
وفي نهاية المطاف أبدعت في الوصول إلى الهدف وترك بصمة لافتة استمرت لسنواتٍ طويلة، ونشرت سمعة طيبة بفضل عدم استسلامها وإدراكها بحاجتها إلى الإرادة القوية والصبر والحرص على التطوير المستمر، والاستفادة من التجارب، والعمل بجدية وإصرار لتحقيق الأهداف رغم كل الصعوبات التي اعترضت طريقها.
في الواقع، طبيعة حياة البشر هي أن تختلف الظروف والمواقف بين الفينة والأخرى؛ فليس هناك صعود ونجاح دائم، ولا سقوط أبدي، إلا لمن رضي أن يعيش على هامش التاريخ. بلا شك أصحاب العقول النيرة والهمة العالية، يبحثون دائماً عن الحلول المبتكرة وتجدهم مكافحين مهما واجهتهم أصعب الظروف، كما أنهم يفرضون القبول والتقدير لهم في أي مكان وزمان من خلال حديثهم الدبلوماسي وتأثيرهم الإيجابي الواثق.
أحياناً تتعجب من وصول البعض إلى مناصب قيادية مميزة بالرغم من أن البيئة قد تكون محبطة أو لا تمتلك أي جوانب إيجابية محفزة، ولكنهم يمتلكون الذكاء الاجتماعي والرؤية الواضحة والمرونة التي تجعلهم يتكيفون مع الظروف المتغيرة بسهولة، كما أنهم يمتلكون القدرة على إنشاء وتعديل الخطط عند الحاجة دون فقدان الحماس والدافع الداخلي.
ويدركون أنه للمحافظة على وميض النجاح لا بد من المثابرة والإبداع وتجنب الشللية التي توحي بالاستهتار وعدم الاحترافية في العمل، مما يؤثر على صورة الفرد الناجح في محيطه المهني أو الاجتماعي، والالتزام بالتمسك والمحافظة باستمرار على الإرادة الصلبة، فهي السمة التي تميز الناجحين عن غيرهم؛ والمحرك الأساسي والقوة الداخلية التي تدفعهم للمثابرة والصمود في وجه التحديات.