عندما ولد زايد في عام 1918 كانت ظروف الحياة صعبة والبيئة بدوية والبدو الرحل يحاولون تنشئة أبنائهم على العادات والتقاليد الإسلامية العربية التي توافق حياتهم على الصبر والعيش في ظروف الحياة الصعبة والمليئة بالمخاطر والتكيّف على كل ما يحيط بها من المتواجد على الأرض، فالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان نشأ في العين وتربى فيها وأحب أجواءها وواحاتها وتعلم من أهله وقبيلته الصبر والتكيّف على البيئة المتواجد فيها، هذه البيئة التي أوجدت في زايد تطلعه إلى معرفة أحوال أهل العين وكل من يحيا على أرضها، فكان يسأل عن البشر وعن الأشجار والحيوانات مثل الغزلان والصقور وعن الهجن، من هذه التساؤلات برز عنده حب البشر والشجر والحجر والبيئة بأكملها، وتشبعت خبرته بكل مناحي الحياة في هذه البيئة.

ومن اهتماماته كان يسأل عن المواطنين القريبين له أو البعيدين، ومن أهمهم المرأة وأحوالها، وظل هكذا إلى أن تسلم منصب ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ثم تسلم منصب حاكم إمارة أبوظبي في 6 أغسطس عام 1966 فأصبح لا يهتم فقط بإمارة أبوظبي بل يسأل عن أحوال الناس والمجتمعات في جميع إمارات الساحل، وأصبح على رأس اهتماماته وأولوياته إنشاء المدارس والمستشفيات والمساكن التي تلبي احتياجات كل ما يهم المواطن من الذكور والإناث، وهنا تلمس احتياجات البنات وعرف ماذا تحتاج المرأة وما هو دورها في المجتمع، إلى أن دخل مرحلة الاتحاد فازدهرت حياة المرأة الإماراتية، وعرفت الحركات النسائية بعد دخول الاتحاد، فكانت سمو الشيخة فاطمة على رأس الحركة النسائية مع مجموعة من النساء كرسن جهودهن ووقتهن لإنشاء الجمعيات النسائية في أغلب أنحاء الدولة، وبارك لهن الشيخ زايد هذه الخطوة، وما لبث في عام 1977 أن أنشأ أول جامعة في الإمارات سماها الإمارات العربية المتحدة للذكور، والإناث في العين.

وبدأت المرأة الإماراتية تشارك في المحافل الدولية من خلال الاتحاد النسائي العام ومن خلال البعثات الدراسية التي أخذتها سواء في الدول العربية أو الأجنبية، من هنا بدأت تشارك في المؤتمرات وأعطيت الفرص لتمثيل الدولة، لتحمل اسم «بنت زايد».

وكانت المرأة الإماراتية جديرة بهذا الاسم لأنها أحبت القيادة الرشيدة وأحبت زايد الخير وزايد الخير أحبها وأعطاها الفرصة لكي تبرز وتأخذ حقها في كافة المحافل المحلية والدولية وكانت من ضمن أولوياته إلى أن وافته المنية رحمه الله وجزاه عنها كل خير.

وها هي المرأة الإماراتية تفتخر بهذه المحبة وهذا الاهتمام من القيادة الرشيدة، حيث لم يعد هناك مجال تستطيع الدخول فيه إلا ودخلته، لأنها حصلت على المقومات العلمية والإنسانية والاجتماعية والتعليمية كافة، وأصبحت جاهزة لأن تقدم لوطنها وترابه العزيز خبراتها وجهودها وكل غالٍ ونفيس لتكون حقاً بنت زايد.