دعيتُ لأقدم محاضرة عن مفهوم القراءة في واحة السعادة بوزارة الاقتصاد بدبي في 20 مارس 2018، وبعدها بثمانية أيام دعيتُ لأقدم المحاضرة نفسها بمقر الوزارة في أبوظبي بعد أن أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن يكون شهر مارس شهر القراءة، فلبيت الدعوة.
بدأتُ بسرد قصة حياتي وكيفية تعلقي بالكتاب والقلم وكيف كان المرحوم والدي له تأثير على حياتي في تعليمي وتعلقي بالكتاب والفضل من بعد الله تعالي يعود لَهُ في حبي للكتابه وللعمل التطوعي في الوقت نفسه، إلى أن وصلتُ لسن 16 فبدأت الكتابة في صحيفتي «الخليج والبيان»، وترأست جمعية أصدقاء المكتبة، ثم ترأست جماعة الصحافة في مدرسة الزهراء الثانوية في الشارقة، أما في المرحلة الجامعية فدرست الإعلام وكنت أمارس مهنة الإعلام بكتابه زاوية «الآراء الجامعية»، عبر صحيفة البيان كل يوم ثلاثاء.
وبناء على هذه الأجواء الثقافية التي عشتها كنت أذهب إلى معارض الكتاب المتواجدة في الشارقة كل يوم لكي أنهل من معين الكتب إلى أن ترسخ لديّ إن هذا الكتاب لا غنى عنه في حياتي فأصبح الكتاب متواجداً معي أينما أكون ولا يفارقني ولو للحظة واحدة.
بقيت صاحبة الجلالة الصحافة تسيطر على أفكاري وتدور في خلديِ وبدأت أكتب في مجلات أخرى، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، والحمد لله على ما يصيب الإنسان، ولكن هذا فضل من الله ويجب على الإنسان أن يصبر ويتقوى ويواجه الصعاب والتحدي، ففي بداية عودتي من رحلة العلاج الطويلة كتبت مقالاً أسميته قلمي صديقي، دليلاً على أنني لم أنسَ الكتاب والقلم والقراءة ولو أنني لا أستطيع القراءة الآن، ولكن توجد طرق أخرى كالكتاب المسموع، وهذه من الأشياء الجميلة التي وضعت في طريق المكفوف.
وقد ناقشت مع الحضور في المحاضرة، نماذج من مقالاتي السابقة وكان منها مقال «اقرأ لترقى» الذي كان تزامناً مع عام القراءة2016، ومقالات «ركن القراءة، جواز القراءة، وبين لحظتين، وحنين الأماكن»، ومن هذه المناقشات تبين لي ولهم أن الفرد يستطيع أن يكون له مجموعة من الثقافات المتواجدة على ساحة الفكر والمعرفة سواء عن طريق الكتب أو الإنترنت أو أية مواد تغذي عقلة وتقدم له الزاد وتستطيع أن تسد بها حاجته للمعرفة.
في وزارة الاقتصاد في دبي تم تكريمي بحضور وكيل وزارة الاقتصاد حميد بطي بدرع تذكارية على مساهمتي في شهر القراءة الذي أقره نائب رئيس الدولة، ثم تشرفت بحضور مجموعة من الطرف الآخر في وزارة الاقتصاد في أبوظبي تلقيت منهم كل الدعم والإصغاء لمعرفة الأجواء الثقافية التي عشت فيها كوني إماراتية.