الجامعة العربية في المحصّلة تمثّل إجماع الأمة، لذلك فحين تقرر منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله الدرع التنموي العربي، فلكي ترسل رسالة محبة وتقدير لهذا الرمز التنموي الذي بلغت مبادراته التنموية كل أرجاء وطننا العربي من الخليج إلى المحيط.
ومن يفهم فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في التنمية لا يفاجئه هذا الواقع، فالقائد الذي يحتفي بملايين الطلبة العرب سنوياً، وهم يقرأون ويتنافسون في قراءتهم، هو نفسه القائد الذي أطلق في العام 2004 مؤسسة معرفية تحمل اسمه الكريم هدفها نشر المعرفة وثقافة الأعمال والنجاح في جنبات وربوع دولنا العربية.
ومثلما هو القائد الذي أطلق جائزة الصحافة العربية وملتقاها السنوي لرفع سوية النقاش المحتدم حول جودة الصحافة الاستقصائية عربياً، وتأثيرها التنموي بالطبع، فإنه هو نفسه الذي يرعى منذ ما يزيد على العقدين جائزة دبي الدولية لحفظ القرآن الكريم بما تأخذ من بعد عالمي وإسلامي وإقليمي ومحلي لمفهوم غرس القرآن في نفوس الناشئة، ودوره في بناء الشخصية الصالحة المنتجة.
لا يفكر الشيخ محمد بن راشد في التنمية على أساس الفواتير قدْر ما يفكر في القيمة المضافة، ولو كان الأمر إليَّ لدعوت إلى منح سموه «الدرع التنموي العالمي»، وتكفي نظرة واحدة على النطاق الجغرافي لمبادرات سموه الإنسانية والطبية والمائية والخيرية لفهم ذلك.
لكنني أرى ومن دون مغالاة ولا تبجّح أن أهم مشروع تنموي عربي نفّذه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله هو دبي، ولك أن تقرأ ما يكتبه العرب في مشارقهم ومغاربهم عمّا يعنيه نموذج دبي الناجح لهم، ليس فقط في الأعمال وإنما أيضاً في الإدارة الحكومية والرفاه غير المادي والتحضر وسيادة القانون والتقدم على الآخر ضمن سباقات كانت محتكرة لغيرنا كالعلوم والتكنولوجيا والابتكار وحتى الفضاء.
اقرأوا كيف يرى العرب تجربة محمد بن راشد بتمكين الشباب والنساء في دبي وتفعيل دور الحكومة في رعاية الإنسان وتنمية حياته بل وتوفير الفرص له للنجاح حتى لو لم يكن موظفاً حكومياً، ثم بعد ذلك اسألوا أنفسكم لماذا يتمنى العرب في بلدانهم قائداً تنموياً مثل محمد بن راشد.
لقد وحّد الشيخ محمد بن راشد رعاه الله، العرب وراءه ليس في الأحلام ولكن بالطموحات، وليس بالأوهام ولكن بالإنجازات والقدرة على تحقيقها، وليس بالخطابات ولكن بالعمل الجاد ونشر الروح الإيجابية والتسامح والتواؤم والتعاضد المنتج والتخطيط للمستقبل.
لذلك عندما يمنح العرب، ممثلين بجامعتهم العتيدة، الدرع التنموي العربي إلى صاحب السمو الشيخ التنموي رعاه الله فلكي يقولوا له: شكراً يا صاحب السمو على تلك الزهرة التي أصررت على سقايتها من كأس الأمل كل يوم، حتى أنبتت أجمل زهرة وسط الصخور والتحديات والإحباطات التي تحيط بأمتنا ومنطقتنا!
شكراً أيها التنموي، شكراً يا صانع الأمل! شكراً على «دبي»!