وجهة نظر

التجديد والتغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

على شواطئ ذلك البحر وفي مساء الغروب، ينتابني شعور بالأمنيات العالقة، هل لها أن تشرق يوماً وتحدث ضجيجاً في أرض الواقع؟ ما زال الأمل موجوداً فطرح تلك الأمنيات على صفحة الحياة يحتاج مزيداً من التخطيط والصبر والتحدي والصمود ومواصلة المسير بآثار تبصم الإرادة. لتسردها بدعاء مغلف بحسن الظن وترسله عبر صلاتك وصدقاتك وإحسانك وحسن خلقك. لتنتظر فوق المتوقع. وتجاهل اليأس. بل اليأس ييأس من وجوه فاضت بنور ربها.

بين حين وآخر راجع نفسك، فتّش في خبايا الروح عن تصدعات تحتاج إلى ترميم، تحتاج إلى خطة جديدة، وقد يكون بعضها يحتاج إلى إحلال وبناء من جديد، لا تركن بعيداً يائساً من الحياة، فنعم الله تحيط بك من كل حدب، وما عليك سوى أن تخطط وتعيش كل لحظة بجميع تفاصيلها.

تتأمل الطبيعة بجميع أشكالها وألوانها. تسترخي، تردد أذكارك ليطمئن قلبك، تستمد طاقتك من بزوغ الشمس، لتشرق روحك بروح التفاؤل، ليسير يومك بروح رياضية ملهمة بالعطاء والعمل. هكذا هي الحياة بعيداً عن روتين يجمد خلايا العقل. والنفس تشعر بالملل. وجسمك بالتعب والخمول. لتكن خطواتك فيها التجديد ولها وقع وأثر يذكر وبصمة ذكرى في قلوب البشر.

لا تسكنْ كهوف اليأس، ولا تعشْ عتمة الليل، أوقد الشموع واحتفل مع نفسك، امنحها التحفيز بعد كل نجاح. والمواصلة بالعزيمة بعد كل سقوط. كن أنت الذي يفجر طاقاته وإمكانياته وقدراته، لأن الله خلقك مختلفاً عن الآخر فلا تنسَقْ خلف الآخرين بالتقليد، أنت نسخة غير مكررة.

تجاذب الناس بالاختلاف وليس بالتشابه لأننا نسيج نكمل بعضنا بالاختلاف، فالتشابه يثير الملل. هذه حكمة الله في خلقه، وفي تناسق الكون نجد الاختلاف بين ليل ونهار وشمس وقمر. بين فصول مختلفة في السنة. وتبدل المناخ والطقس. وفي تضاريس الأرض المختلفة نتعلم الثبات والصمود من الجبال. واتساع مدارك الفكر بمساحات الصحاري. وسهلة هي الحياة بإيجابية الفكر في السهول والبساتين ومسار الأنهار العذبة.

وتلك الأشجار الوارفة تتجدد أوراقها لتواجه تغيرات المناخ وتضفي شكلاً جديداً للطبيعة. التغيير والاختلاف هو سنة الله في الكون. التغيير هو التطور، هو التجديد. هو صفحات كتاب الزمن. كل يوم صفحة جديدة لا تتكرر. فلا تقلب الصفحة التي تليها إلا بعد أن سطرت منجزاتك وعطاءاتك وبصماتك وآثارك وأهدافك القادمة، واستفدت خبرات جديدة وسطرت قاعدة جديدة تبني عليها القادم.

Email