قبل يومين احتفل العالم باليوم العالمي للشباب، والذي يصادف الثاني عشر من شهر أغسطس في كل عام، والحقيقة أن هناك دولة تحتفل كل يوم بشبابها، وتعتبرهم هم الاستثمار الحقيقي، وهم النفط الذي لا ينضب، وهم الأمل والمستقبل، وهم من عليه أن يتسلم الراية ليُسلمها للأجيال القادمة بحالٍ أفضل.
هناك دولة قررت قيادتها السياسية منذ يوم اتحادها الأول، أن الإنسان هو محور الاهتمام، وأن كل عملٍ حكومي أساسه خدمة من يقيم على هذه الأرض، من مواطنين ومقيمين، ولذلك تستحق تلك الدولة أن يُطلق عليها لقب «دولة اللامستحيل» التي استطاعت أن تخلق نموذجاً فريداً في إشراك الشباب وتمكينهم والعمل معهم، من مبدأ الثقة بهم وبقدراتهم، وجعلهم عنصراً فاعلاً في بناء الدولة، وصناعة نهضتها.
دولة الإمارات، تفخر اليوم بأن شبابها هم وزراء يقودون ملفاتٍ صعبة، وأن شبابها هم جنود يذودون عن الحق ويدافعون عن أهله في ميادين العز، وأن شبابها هم علماء وسفراء وقادة، وهم أصحاب إنجازات وابتكارات عالمية، وهم في المقام الأول، أبناء قائد حكيم اعتزّ بهويته العربية والإسلامية، ينقلون للعالم مبادئ سمحة وأخلاقاً كريمة.
بعد أقل من اثنين وأربعين يوماً، سينطلق أول رائد فضاءٍ عربي إلى محطة الفضاء الدولية، هو شابٌ عربي ينتمي لدولة لم تكمل عامها الثامن والأربعين بعد، ولكن بحكمة قادتها وبعزيمة شبابها استطاعت أن تضع لها مقعداً مميزاً في نادي رواد الفضاء، بإطلاقها قمراً صناعياً تم تصنيعه بشكل كاملٍ هنا، وبانطلاق رائد فضاءٍ يحقق السبق عربياً في الوصول لمحطة الفضاء الدولية، وقريباً بإذن الله، مسبارٌ إماراتي يصل إلى الكوكب الأحمر، ليقول من هناك، بأن شباب الإمارات لا يعرفون المستحيل.
شباب الإمارات وبقيادة صاحب السمو رئيس الدولة ونائبه وولي عهده وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، قادرون على استئناف الحضارة التي بدأت من هذه المنطقة لكنها ابتعدت عنها في فترة ما، وهم القادرون على إعادة بريق الأمل للشباب العربي، بل لشباب العالم، في زمن تعقدت فيه حبال السياسة، وتوعرت فيه دروب الاقتصاد.
«يا ذا الشباب الباني، بادر وقم بجهود»، هو بيت شعر أنشده مؤسس هذه الدولة العظيمة، ضمن قصيدة يخاطب فيها شباب الإمارات بلسان الزعيم الحكيم والأب الحاني، فهو الأب الحاني على أبنائه، والراغب في تأمين مستقبلهم، وحفظهم مما قد يصيبهم من مخاطر وغدر، فقد كان هدفه، رحمه الله، أن يرى أبناء دولته وهم في أعلى المراتب، وهذا ما تحقق، بفضل رؤيته وعزيمته، وهو النهج الذي يسير عليه قادة دولتنا حفظهم الله.
ومن باب رد الجميل لأهله، واجبٌ علينا نحن الشباب، أن نضاعف العمل ونجتهد لنكون عند حسن ظن قيادتنا بنا، وأن نكون أهلاً لهذه الثقة الغالية.