انتماء الشخص للوطن الذي يحمل جنسيته تعني مواطنة، وهنالك علاقة متبادلة بينه وبين الوطن وبينه وبين المواطنين أنفسهم. تتألف العلاقات المتبادلة من منظومة متفرعة من الحقوق والواجبات سواء كانت للمواطنين أو للسلطة.
المواطنة والمواطن مأخوذة في العربية من الوطن المنزل تقيم به وهو «موطن الإنسان ومحله» وجمع الوطن أوطان والمواطن جمع موطن وهو الوطن.
الوطنية تأتي بمعنى حب الوطن في إشارة واضحة إلى مشاعر الحب والارتباط بالوطن وما ينبثق عنها من استجابات عاطفية، أما المواطنة فهي صفة المواطن والتي تحدد حقوقه وواجباته وتتميز المواطنة بنوع خاص من ولاء المواطن لوطنه وخدمته في أوقات السلم والحرب والتعاون مع المواطنين الآخرين عن طريق العمل المؤسسي والفردي الرسمي والتطوعي في تحقيق الأهداف التي يصبو لها الجميع وتوحد من أجلها الجهود.
التنشئة الاجتماعية منذ الصغر هي محك تفعيل مبدأ المواطنة مما يجعل مشاركة مختلف الوسائط التربوية (كالأسرة والمسجد والإعلام) في سياق متناغم أمراً لا بد منه ولا تستقيم المواطنة الحقة من دونه، وبه يكون حب الوطن حب عطاء وفاء وحب تسامح وإيثار من أجل التماسك والترابط والقوة والعمل المثمر، أن أكون مواطناً يعني أن أسهم في المجتمع ضمن نشاطات تطوعية لبناء المجتمع. وهي العلاقة بين الفرد والدولة بحيث يكِن الفرد لها بالولاء والانتماء وبالتالي يحق عليها حمايته، علينا غرس قيم المواطنة في نفوس الأطفال، مثل تعليم الطفل الاحترام وروح المسؤولية والاعتماد على الذات، وهذا يحتاج بذل جهد مستمر من قبل المدرسين وأولياء الأمور، ويجب أن يفهم الشباب أيضاً أن كونهم مواطنين صالحين يساهم في تقديم مساهمات إيجابية للمجتمع والوطن، ويشار إلى أنّ المواطنة الصالحة يتم تعلمها في المنزل، فالمواطن الصالح يعطي أكثر مما يأخذ.
المواطنة تعتبر فكرة اجتماعية وقانونية وسياسية ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير بجانب الرقي بالدولة إلى المساواة والعدل والإنصاف، وإلى الديمقراطية والشفافية. وتؤدي إلى رفع الثقة لدى المواطن والدولة في تجاه أحدهما للآخر، بما يحقق لحمة النسيج الاجتماعي للمجتمع، ويؤدي إلى شراكة في تنمية المجتمع من خلال المواطن والدولة في نفس الوقت، ذلك أن (متانة النسيج الوطني تتطلب التسليم بمفهوم المواطنة، مفهوم تتحقق فيه المساواة بين البشر، وينال فيه الفرد موقعه الاجتماعي ووظيفته عن طريق كفاءته وقدراته ونزاهته، فالواقع يؤكد أن ثمة علاقة في المضمون بين مفهومي المواطن والمواطنة، حيث إننا لا يمكن أن تتحقق المواطنة، من دون مواطن يشعر شعوراً حقيقياً بحقوقه وواجباته في وطنه. فلا مواطنة من دون مواطن، ولا مواطن إلا بمشاركة حقيقية في شؤون الوطن على مختلف مستوياته).