هو عرس برلماني وفرحة لا تضاهيها فرحة تجلت بأجمل حلة، تلك التي تباهت بها دولة الإمارات العربية المتحدة بتسابق شعبها للمشاركة الفاعلة في صنع القرار، مرسخاً نهجاً أرسته قيادة إيمانها بأن الشورى أساس للحكم والإدارة، هي بلا شك مرحلة مهمة من مراحل برنامج التمكين الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبرز الوعي للدفع بعجلة المسيرة التنموية، وتجلى ذلك في النجاح التنظيمي الكبير لهذه الدورة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي.
نبارك للأعضاء الجدد فوزهم بعضوية المجلس الوطني، ونقول لهم مشواركم مع المستقبل بدأ، وطريق الوعود يمضي معكم نحو الواقع، والأحلام السابقة بجهودكم ننشدها تتحقق، صفحة جديدة بطموحات أكبر وتحديات أكثر تعظم معها مسؤولية ودور كل عضو في رصد القضايا والهموم الملحة للناس، «حزت الجد حانت» لإيجاد حلول ناجعة، وشطب المعتاد من المشكلات، وقد حان الوقت أيضاً لوجود مجلس استباقي يحاكي المنجزات الحاضرة ولا يكتفي بمناقشة قضايا يومية بل يتوقع المستقبل، لينسج تجربة برلمانية إماراتية فريدة وخاصة تناسب الواقع المجتمعي، عبر تفعيل الأدوار لمساندة ودعم السلطة التنفيذية في الدولة.
الفوز الحقيقي بكسب ثقة الناس، وعندما تأتي نتائج الترشيح مخالفة للتوقعات ولا ترقَ للطموحات، ينبغي أن تكون هناك وقفة تحليلية ممعنة من القائمين على العملية الانتخابية لمراجعة القوائم والوقوف على الأسباب، وحصر المتخلفين عن التصويت، ووضع الحلول السريعة التي تضمن عدم تكرار الأمر.
في دولة كالإمارات أو إمارة مثل دبي لا أعتقد بأنه تنقصنا الرغبة في المشاركة أو الوعي الانتخابي لكيلا يتجاوز عدد الناخبين نصف النسبة المطروحة، وإذا ما سألت أحدهم يقول لك «محد يستاهل» جواب بسيط بلفظه ولكنه كبير بما يحمله من معنى، يراد دراسته ومعرفة تفاصيله للوصول لنموذج العضو الإماراتي الميداني المناسب.
نعم ننتظر، ونترقب، بكل شغف وإيجابية فلم تعد الأفكار النمطية والتقليدية ترضي شعباً لم يسعِ الفضاء حد إنجازاته، ولا الجهود المتواضعة تضاهي وتواكب مضمار الصدارة الذي تربعت حكومتنا في أعالي قمته، خطواتنا اليوم تتسارع وتتسابق في مختلف الميادين، لترسل للعالم أجمع أن التفرد له دولة وشعب هو الأجدر لينال شرفه.