عالم أرهقنا بجدالاته ومواضيعه اليومية التي لا يكاد أحدها أن ينتهي إلا ويبدأ الآخر، التواصل الاجتماعي شغل الناس الشاغل، والواقع الذي ليس منه مفر، فيه يبدع البعض بنقل أفكاره المحبطة والمسمومة، ويتفنن البعض الآخر بوضع وصفته الخاصة لطرح نقاشات عقيمة لا يزيد طرحها الأمة إلا شتاتاً، ليأتيك البعض ممارساً هوايته في نشر الإشاعات والأخبار المغلوطة، وملح التواصل بذلك الذي يمتع الجميع بأدق خصوصياته وتفاصيله التي لا تعني إلا سواه. وسيلة كشفت التخبط لدى كثير من المستخدمين، وأظهرت قلة الوعي بكيفية التعامل الناجح معها، وأفرزت كماً من المتطفلين، والمتصنعين، والباحثين عن الشهرة.

ولأن الكبار تميزهم مناقبهم، فلا بكثر حديث ولا بكثر ثرثرة هم امتازوا، لكلٍ خياره وقراره الذي يحدد مساره، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة تسبقنا خصال العظام وأفعال الكرام، وتحركنا همم بحجم الجبال وشموخ لأعالي القمم، فحبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إذا جاد لا يجود لنا إلا بطيب، ووصايا سموه رسمت منهجاً ودستوراً أخلاقياً وإنسانياً، تنهل منه الأجيال أسمى القيم وأعظم الدروس في المحبة والتسامح والحكمة والتواضع.

تمثل فيها الشخصية الإماراتية صورة زايد وأخلاقه في تفاعلها مع الناس، وتعكس المستوى المتحضر الذي وصلته الإمارات، وتجدي الترفع عن السباب والشتائم وكل ما يخدش الحياء في الحديث، واستخدام الحجة والمنطق في الحوار، وتقدير الكلمة الطيبة والتفاعل الإيجابي مع الأفكار والثقافات والمجتمعات، ونفع الآخرين بالمعلومة ونشر الأفكار والمبادرات المجتمعية والإنسانية، والاندماج مع المحيط العالمي، وتحدث لغته وتناول قضاياه والتفاعل إيجابياً مع مستقبله، والثقة بالنفس وتقبل الاختلاف وبناء الجسور مع الغير، وإظهار تواضع الإماراتي وطيبته ومحبته للآخرين وانفتاحه على بقية الشعوب، وعشق الوطن والفخر به والتضحية له ومن أجله.

ليس صعباً، ولا في ذلك أمر معجزنا فتلك عادتنا وذاك ديدننا حب الصعب يجري في الشرايين، والمستحيل لدينا ليس سوى كلمة بطموحنا محيت من الميادين، والمسار الذي أراده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لشعبه كفيل بأن يمنحنا مزيداً من الأمل والتفاؤل بمستقبل جديد ومشرف للتواصل الاجتماعي برؤية إماراتية.