خبر رحيل السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، أصابنا جميعاً نحن العرب بصفة عامة، والخليجيين على وجه الخصوص، بصدمة اهتزت معها أركان البيت العُماني والخليجي، إلا أننا لا نملك إلا أن نرضى بقضاء رب العالمين.
القاصي والداني يعلم حجم الدور المثمر للراحل السلطان قابوس في الدعوة إلى الحوار والبحث عن الحلول السلمية للتغلب على الأزمات التي مرت بها المنطقة خلال السنوات السابقة، لذا فإن للراحل المغفور له بإذن الله السلطان قابوس معزة وحب عند الجميع فقد أحببناه نحن الإماراتيين والخليجيين من القلب لتوازنه وتعامله بحكمة واعتدال في فهم الأمور ومواقفه وإنجازاته على مستوى مجلس التعاون الخليجي.
كما أنه ترك إرثاً ثرياً من الإنجازات والمواقف والسياسات التي تمثل مصدر إلهام للأجيال القادمة زرت عُمان أول مرة عام 1982 في رحلة بالسيارة من دبي إلى مسقط ووجدتها تشع بالنظافة والمحافظة على الأصالة والتراث العمراني المتواجد في كل زاوية من زوايا البلد. وعقب هذه الرحلة توالت زياراتي سواء كانت رسمية أو خاصة إلى هذا البلد العريق، المحتفظ بتاريخه الأصيل الذي تشهده أثناء زيارتك له سواء من البر أو البحر لكي تكتشف أجواء عامرة من حب التاريخ والتراث في عهد قابوس طيب الله ثراه.
يستعصي علينا ونحن نستذكر ما قام به الراحل العظيم لبلاده وأمته، حصر إنجازات هذا القائد العظيم الذي منحه رب العالمين الصبر والحكمة وإدارة الدفة بسياسة واقتداررغم ما تعانيه المنطقة من عواصف عاتية.
رحمك الله يا قابوس.. وعزاؤنا الوحيد أن تواصل عُمان في عهد السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، مسيرة التقدم والرخاء، وأن يكون خير خلف لخير سلف.