التحفيز من بين أسباب زيادة الحماس لدى الإنسان، فهو ذاك المحرك الذي يعمل على تفعيل القدرات الكامنة للإنسان ويجعله في كامل طاقته ووعيه وانشراح نفسه للعمل، حيث يعد التحفيز من أهم العوامل المؤثرة في تطوير العمل والارتقاء به وتحقيق زيادة ملحوظة في الإنتاج، نظراً لأنه يعطي الإنسان قوة إلى قوته وينمي الرغبة لديه في بذل مجهود أعلى من مجهوده الطبيعي، فالإنسان يتصف بالإحساس والشعور بالتقدير والمكافأة والتحفيز وتشكل له هذه الأمور دافعاً قوياً لزيادة حماسه، حيث يوقظ التحفيزُ الحماسَ والرغبةَ في العمل لدى الموظف مما ينعكس إيجاباً على العمل وزيادة الإنتاجية، كما أنه يضمن مواصلة العطاء وتطور المستوى ورفع الكفاءة والشعور بالاطمئنان النفسي وإحداث نوع من التوازن بين رضا الإنسان عن نفسه، ولذا فإن التحفيز هو فرصة المؤسسات لتحقيق تميزها وتطورها.
إن التحفيز يجعل العاملين في أي مؤسسة يخرجون أفضل ما لديهم من أفكار وجهود، ويجب أن يكون التحفيز مدروساً ومنظماً بصفة مستمرة حتى يكون الفرد العامل موضع تقدير واحترام ويشعر بأن وجوده وجهوده لهما قيمة وتأثير، فالتحفيز هذا يعدُّ تقديراً وتشجيعاً، ولذا فلا بدَّ من وجود آلية عمل ونظام محدد لتطبيق التحفيز أو- بمعنى أصح الحوافز- باستمرارية مع توفر المصداقية، حيث إنَّ الحوافز ليست جزءاً مكملاً للراتب الذي يحصل عليه الموظف من مؤسسته، لكنها تعدُّ استحقاقاً يجب أن يحصل عليه الموظف إذا أدى عمله بجودة وإتقان، وينبغي للمديرين أن يعوا ذلكم جيداً، فالحافز ليس تعويضاً عن الأجر الذي يتقاضاه الموظف بل هو تقديرٌ لا بدَّ أن يشعر به الموظف لكي تزداد حماسته ويتقد نشاطه، ويستطيع أن يكون ذا دورٍ مؤثرٍ في مؤسسته وأمام رؤسائه ورفاقه في العمل.