الرمسة والحديث المرئي والمكتوب له أهله وناسه أولئك الذين يقدرون قيمة الكلمة ووزنها ويدركون حجم تأثيرها في الناس، وهم من يجيدون تفاصيل وفنون الطرح والكلمة ومكانها وزمانها، وذلك فن لا عيب فيه وليس من ضير في تسخير قدرته الساحرة لإحداث التغيير الإيجابي والمساهمة الفاعلة شأنه شأن بقية المؤسسات التي تعمل لإحداث الفرق.

نعم لك دورك ولك حق التعبير وبالمقابل للمجتمع حقه.

ولكن العلة عند من يدور الزلة ويتبع المشاع، الكلمة عنده تصبح بجُمل بل تصل لمؤلفة بكامل عناصرها من الزمان والمكان والشخوص والأحداث لتتعدى الحدود وتخترق الكواكب والمجرات، لا لهدف ولا مرمى إنه فضول السبق وهوايته وحبه الأول، «وليته» في إنجاز يتذكر، مضمار بات شغل الكثيرين ومتعتهم بسرعة بث الجديد عبر منصات التواصل من دون العبء بمصادر أو صحة أو ضرر.

ويزيده الطين بلة الذي يستعرض مهاراته وفنونه في أوقات المحن والتحديات، يجعل المحتار حيران من كثرة ما يشاع وينشر عن كورونا وأخباره المتسارعة التي أشغلتنا وأشغلت العالم، فكلما وجدنا ما يطمئن الروح جادت علينا منصات التواصل الاجتماعي بأحد خبرائها الذي لم يدرك أن الخطر نفسه يكمن في إشاعته.

وخصوصية هذا الظرف الطارئ تحتاجها الفطنة والحكمة والتأني، والمشاركة في التوعية المجتمعية بالمخاطر التي تلحقها الشائعات الكاذبة من ضرر في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فالحل ليس في كان وكنا، والفرق لن يأتي بزيادة «المحاكاة»، إنما بحس المسؤولية والإدارة والتعامل الصحيح تغلب أصعب المحن وتتخطى الأمور العظام.

أوضاعنا أفضل بيقظة كوادر الصف الأمامي واحترافهم، ودام بو راشد وبو خالد ذخر الدولة، وضمان أنها لا تعرف الضيم والعسر يوماً، والصعب وإن طال ظرفه لا بد له من أن ينجلي.