لم يكن في الحسبان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسير الحياة بنا في دروب لا نهواها، وتجرنا إلى أوقات لم نخطط لها، فكم من ظروف أفسدت أهدافاً رسمت، وكم من قيود كبلتنا عن هوايات فينا انغرست، وما علينا سوى الصمود والمواجهة لكل تحديات ومطبات وعرقلات تصقلنا ليقوى صلبنا، ونعتاد مباغتات لم تكن في الحسبان، هكذا هي الحياة، فلماذا نعترض على الأقدار.

فلنعش بكل أمان، فكل مكتوب مقدر، فهل يتغير المسار بعد «كورونا»، في جوانب الحياة الشخصية والاقتصادية والسياسية، وكل ما يتعلق بحركة البشر في المدن ودول العالم، هل تعلمنا من هذه الأزمة وصقلتنا لمواجهة تحديات الحياة القادمة، أم سننسى ما كان عندما تنزاح الأزمة والغمة، ولكن يبدو قد تعلمنا الكثير والتفتنا الى ما أهدرناه، سنعيد ترتيب كتاب الحياة الذي تبعثرت أوراقه منا، سنمشي قدماً نحو واجبات تكاسلنا عنها، سنفكّر في كل أمر نخوضه لرسم نتائجه قبل كل شيء، سيسير العالم نحو الاقتصاد الأخضر ليعيد بهجة موارد كوكبنا التي أهدرناها.

وأصابها الخلل والتصدع، ومصائر وعلاقات دولية، «كورونا» فرصة تعيد ترتيب الحياة والتخلص من مخلفات منزلية وبشرية واقتصادية، «كورونا» أوقف حركة الشوارع والأسواق، ليغلق الباب ويخلو الإنسان بنفسه يستعيد أنفاسه، يلتفت إلى عمره كيف أفناه ووقته الثمين فيما يقضيه، قد تكون السفينة وصلت مرساها لتواصل رحلتها لاحقاً، تعلمنا الكثير من الحكم والعظات من «كورونا»، قلة الجرائم والمشكلات المجتمعية، فكل ظرف له وجهه المشرق، كما تعطلت مشاريع عالمية ومبادرات عملاقة، يتكاتف العالم أجمع لتأجيل إكسبو ٢٠٢٠ لما تقتضيه المصلحة العالمية.

فلقاء العالم لمناقشة التحديات المستقبلية في إكسبو ٢٠٢٠ أصبح النقاش خارج الصندوق لمواجهة تحدٍّ يقتضي البعد والشتات العالمي، بعد تلك الأجواء الرحبة المهيئة لذاك الحدث وتلك الأضواء والساحات وشبكة من المواصلات الذكية، ولجنة تنظيم ساهرة مخططة، تدرس خطوط الحدث بدقة متناهية، إلا أن الأقدار تبدلت، وأصبح العالم بل المجتمعات متباعدة، الحدث المنتظر منذ خمسة أعوام ماضية، خطط وبرامج ومشاريع وهندسيات تليق بفخامته، ولكن قد يكون التأخير لحكمة ستدهش العالم في القادم.

 

Email