العمل عن بعد ليس جديداً عليّ، فقد استخدمت هذه التقنية منذ سنوات عدة، في رحلاتي للعلاج بين لندن وأمريكا، حيث كنت على تواصل بجهة عملي، ولا شك أن هذه الخاصية تعطينا الحل والفائدة، فبينما أنت في المنزل أو المستشفى أو المطعم أو النادي في الحديقة أو على شاطئ البحر، تحتاج إلى توصيل المعلومة أو مقال أو رسالة، عبر التواصل الافتراضي إلى أي مكان في العالم تريده.
والتعليم عن بعد ليس جديداً في الإمارات، فمنذ بدأت مدينة الإنترنت بدبي بدأ التعليم الافتراضي عن بعد، وخير مثال جامعة حمدان للتعليم الإلكتروني التي أنشئت عام 2008، و منذ أكثر من عشر سنوات بدأنا ندخل مرحلة التعليم الذكي، وعندما بدأت أزمة ومحنة وباء مرض «كورونا» قررت الحكومة إغلاق المدارس والجامعات وجعل التعليم عن بعد، من المنازل، فتمت دراسة أغلب المناهج، بما فيها حتى الرياضة البدنية، وذلك للحفاظ على صحة وأجسام التلاميذ من تداعيات الجلوس في المنازل وعدم الخروج، ولم تلقَ دولة الإمارات مشقة في تنفيذ التعليم عن بعد في كل المراحل الدراسية من الابتدائية إلى الجامعات وإلى الماجستير والدكتوراه التي تمت مناقشتها عن بعد في البرامج الافتراضية.
كما التزمت معظم الجهات العامة والخاصة بالعمل عن بعد من المنازل، تنفيذاً لتعليمات الحكومة، لمواجهة انتشار عدوى فيروس «كورونا»، ولم تكن هناك أية مشاكل في عملية العمل عن بعد، ذلك أن العديد من الجهات تمارسها في دولة الإمارات منذ سنوات عدة، كما أن الناس اعتادوا في الإمارات أداء العديد من أعمالهم وخدماتهم آلياً عن بعد.
ما نفعله الآن في هذه الأزمة هو حصاد ما تعلمناه ووجهتنا له قيادتنا الرشيدة منذ سنوات، وهي تؤسس الحكومة الذكية والمدن الذكية، وتوجه باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتعليمها للتلاميذ في المدارس، ولهذا فإن برنامج الوقاية من فيروس «كورونا» يسير على أكمل وجه في دولة الإمارات.