مسار ما بعد «كورونا»، وعساه يكون قريباً، أوجب على الأفراد والدول، خيار أحلى الأمرين، ولا بديل، وكلٌ يحدد قراره ومسلكه، فمَنْ مطلبه القمة، يدرك وعورة طريق الوصول، في ظل التحديات القائمة، وحجم البذل والجد والالتزام، للخروج من تبعات الأزمة المحتملة.
ومهما توفرت أكمل سبل المنجزات، لا بد أن يقودها من يضمن لها التقدم والمواصلة، وتكون لديه القدرة والطاقة والتأثير، لرسم خط السير، وتحويل الأهداف والخطط إلى واقع، يدفع بعجلة النمو نحو الريادة، وهنا، تبرز أهمية الكوادر ودورها في اتخاذ القرار الصائب. وقد يبدو مفهوم صناعة القادة للبعض أمراً يسهل مناله، ولا يتعدى نظرة ثاقبة لاختيار الشخص المناسب للمنصب المناسب، نعم، ذاك يصلح ويصح في المنظومات التقليدية، التي لا تتعدى مطالبها تحقيق النمو والاستقرار، لكنه لا يرضي المنظومات استثنائية المطلب.
ومضة تجلت بين بو راشد وبو خالد، حبانا الله بكم نعمة، عساها ما تغيب، قائد اختار الكوادر المميزة لقيادة الدولة والنهوض بها إلى أعلى المراكز، وقائد أظهرت هذه الأزمة معدنه العظيم بين القريب والبعيد والصديق والعدو، شهادة من قائد لقائد، تجسد القامة والقيمة، لإسهامات ومنجزات تخطت الحدود، وباتت مضرباً للعالم أجمع. ومقصد الحديث عن نموذج الإمارات الحكومي، الذي تفرد بريتمه غير التقليدي، اليوم هو يقف، وبكل صلابة، لكبح جماح الأزمة، ملتزم بكامل أدواره الحالية والمستقبلية، وها نحن نشهد أكبر الاجتماعات الحكومية، لصياغة ما سيكون عليه القادم، وبلا شك سيكون أجمل، خصلة تعلم الإلهام منها درسه خطت مسارها منذ أعوام، فصنعت القادة المؤثرين، وهيأت لهم الممكنات للتغيير وشطب المستحيل، في سبيل صون مكتسبات الخمسين عاماً الماضية تستحق.