عندما تبنى أسس حضارة على الأمل، تصبح منهجها وغايتها السامية، فتنشر تلك السمة بين البشر لتصبح بصمتها، بل هي طريق الأمل الذي يتطلع له الجميع، لأنها هي المنارة، التي تشع من خلالها روح الإيجابية والتفاؤل والإنجاز، وتلك الصفات تدفع بالإنسانية إلى التطلع للمستقبل بروح عالية، يلهمها السعي لاكتشاف أسرار الكون وإبداع الخالق.

تلك الكلمات أحببت أن أتبعها بأمل الإمارات، الذي بنت عليه اتحادها فكان الأمل سعي قادتها الأوفياء، تطلعوا من خلاله إلى حضارة كبيرة وتطور لا مثيل له، فتحققت الإنجازات تلو الأخرى، لترسم ملامح الإمارات العالمية، فنراها اليوم منارة في عالم الفضاء وحديث العالم عن إنجازها، الذي سيصل المريخ ليسهم في إنجاز ليس محلياً فقط بل عالمياً وللبشرية أجمع، جعلت الأمل شعارها ومسماها، نعم «مسبار الأمل» هو أمل الإمارات والعرب والعالم أجمع، سيخلد التاريخ ذلك الإنجاز باسم عربي رسمه أمل الإمارات للعالم.

وقد يتساءل أحدنا لماذا الأمل في هذا المسبار، الأمل الأول، والذي تحقق هو أمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أن يصبح أبناؤه علماء ومؤثرين في مسيرة البشرية، واليوم نراهم ينفذون مشروع المسبار، ويعتمدون على مهاراتهم واجتهادهم، أما الأمل الآخر فأراه يحلق فوق الأفق أمام العالم بإنجاز إماراتي عربي، ألا وهو دراسة الكوكب الأحمر كوكب المريخ، والكشف عن خباياه، وسيقدم مسبار الأمل إجابات واضحة عن الغلاف الجوي، والسبب وراء التغيرات المناخية الشديدة في المريخ، والكثير من الكشوفات، تلك المرحلة التي ستسهم بلا شك في مسيرة الأرض وتطورها، وستتفتح الآفاق أمام الأجيال القادمة لإكمال مسيرة الحياة، نعم، ملحمة وأمجاد تعيدها الإمارات للعرب، لتستأنف دورهم في الحضارة الإنسانية.