الفرص كثيرة، وما نراه من حال البشر هو انتظارها مهما طالت بهم السنين، هنا المفارقة في دولة الإمارات فنرى قيادتها الحكيمة تصنع تلك الفرص بدلاً من انتظارها، وتضعها في يد الآخرين لتخبرهم بأن الطريق سالك وممهد لكم، فالفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة، وإذا لم تُغتنم ضاعت، مع أن الواجب عدم إضاعتها.
ما دعاني لكتابة تلك المقدمة هو ما صنعته الإمارات اليوم من خلال معاهدة السلام مع إسرائيل المشروطة بإحلال السلام في المنطقة وإيقاف ضم الأراضي الفلسطينية والمحافظة على حل الدولتين، نراها حقبة جديدة وتاريخاً جديداً تصنعه الإمارات للسلام العربي والعالمي، تفتح آفاقاً جديدة من خلالها وتوصيل رسالتها بأن الإمارات دولة سلام وتسامح ودولة لا تتنازل عن مبادئها، فالسلام مشروط في أي اتفاق، والقضية الفلسطينية محل اهتمام ومبدأ من مبادئ الإمارات التي لا تتنازل عنها.
الآن هو وقت السلام ومرحلة جديدة تحتاج منا النظر بأسلوب جديد، أكثر من 70 عاماً ونحن نخسر القضية الفلسطينية وتزهق الأرواح وتنهب الممتلكات، فهل من طريق آخر؟ نعم انتهى عصر الشعارات الرنانة والخطابات الشعبوية، والآن هو وقت الفعل لا القول فقط، لا بد من الجلوس مرة أخرى على طاولة التفاهم والوصول إلى اتفاق شامل يرضي جميع الأطراف، لمَ لا تنظرون بعين المتأمل لمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل وتستغلونها للتفاوض وإيصال رسائلكم التي تعبتم وفقدتم الأمل فيها لإقناع الجانب الإسرائيلي؟، موقف الإمارات ثابت كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن دولة الإمارات كما كانت ستبقى الحاضنة الآمنة للفلسطينيين ولأسرهم، أم اقتنعتم بما يمليه عليكم أصحاب المصالح الشخصية والتنظيمات الإرهابية التي لا ترى في فلسطين إلا مطيةً لها لتمرير مصالحها التي تخدم أجندات خارجية بدلاً من خدمة القضية الفلسطينية.
وأخيراً يجب علينا الانتقال من الأقوال والشعارات العنترية والثورية والشعبوية التي عفا عليها الدهر، إلى الأفعال والجلوس على الطاولة والتفاوض وإقناع العالم أننا دعاة للسلام وليس للحرب.