ما أسهل تلك الشعارات التي يطلقها المتقاعسون، وأبطال المزايدات الفارغة، عندما يدعون بأنهم ماضون في الطريق إلى القدس، ولا سيما أولئك الذين يحاولون في هذه الأيام التصيد في الماء العكر، وانتقاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لقرارات اتخذتها انطلاقاً من مبدأ السيادة التي تتمتع بها والتي لا يمكن أن تسمح لأحد بأن يمسها، حيث كثر المزايدون مؤخراً بعد القرار المدروس الذي اتخذته الإمارات العربية المتحدة بتوقيع معاهدة السلام، والتي جاءت انطلاقاً من مصالحها الوطنية، وتماشياً مع المبادئ التي تحملها وفي مقدمتها سعيها للسلام العادل في المنطقة، ونشر قيمة التسامح والتعايش السلمي، والعمل بجد من أجل السلام العالمي.
فمن أكثر هؤلاء الأبطال شهرة، ما يعرف بفيلق القدس، الذي يملأ الدنيا صراخاً، وملأها أكثر بعد الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، فالطريق إلى القدس والتي أضاع فيلق القدس بوصلتها مع الكثير من المزايدين وأصحاب الشعارات الفارغة لا تمر من خلال الأحلام والعنتريات الكاذبة، وإنما تمر من خلال الحوار الجاد والبناء، والقناعة الحقيقية التي تدعمها الرغبة المخلصة في السلام.
وليعلم جميع المغرضين بأن دولة الإمارات تتخذ قراراتها السيادية بوحي من مصالحها ومبادئها العربية المحبة للسلام ولن تلتفت إلى هؤلاء الديماغوجيين، الذين يملؤون الأرجاء ضجيجاً، ولا يقدمون أية فائدة تذكر لا للقدس ولا للقضية الفلسطينية بشكل عام.
ففي الخامس عشر من الشهر الجاري ستوقع دولة الإمارات معاهدة السلام مع إسرائيل من دون أن تلتفت لهذه الأصوات النشاز التي تشبه زوبعة في فنجان ليس إلا، لأن الإمارات دولة ذات سيادة، تمتلك رؤية واضحة، ولا تنقصها الشجاعة لاتخاذ أي قرار يصب في مصلحتها ومصلحة شعبها، ولا سيما أنها تنطلق أيضاً من رغبة العرب في السلام والتي جسدتها المبادرة العربية، وسبقها على الأرض في أكثر من اتفاق سلام بين دول عربية وإسرائيل ومن بينها الفلسطينيون أنفسهم.
وليعلم كل من يغرد خارج السرب بأن توقيع الإمارات معاهدة السلام لا يعني إنكارها مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، بل سيكون هذا الاتفاق طريقاً لتمهيد مسيرة السلام من جديد والتي تعثر فيها الآخرون.
وأخيراً أقولها بكل وضوح وصراحة وأيضاً مستخدماً المثل الإماراتي المشهور الذي يقول: «هذا الميدان يا حميدان»، فأرونا الطريق إلى القدس يا من ضللتم الطريق إليها!