تألمت كثيراً، جراء المصاب الجلل بوفاة أمير الكويت، رحمه الله، وأخذت أستذكر مواقف ومآثر الراحل الكبير، في العمل الخيري والإنساني.

لن ننساك يا أمير الإنسانية، فقد عملت على ترسيخ مكانة دولة الكويت في مصاف الدول ذات التأثير الكبير عالمياً، وأياديك البيضاء، وصلت إلى شرق الأرض وغربها، فاستحققت بجدارة لقب أمير الإنسانية، وظلت يدك الحانية والمعطاءة، ممدودة بالخير طوال حياتك.

لقد أحب الراحلَ كلُّ من عرفه وشاهده وسمع عنه، وبسبب إنسانيته، أصبح أبا الأيتام في بقاع الدنيا، وسفير السلام بين الدول.

لقد كان الشيخ صباح، شجرة مثمرة، يسقيها بقلبه الطاهر، وإنسانيته التي أصبحت رمزاً وطنياً وعالمياً، فكان مضرباً للأمثال في الحب والود والتفاؤل والعطاء، ثم سمي أمير القلوب وعميد الدبلوماسية.

ولا شك أن من نعم الله علينا في دول الخليج العربي، أن أكرمنا الله سبحانه وتعالى، بحكام يفكرون في الشعوب، ويلتمسون احتياجاتهم قبل أن يطلبوا، ويبادرون إلى نشر الخير والارتقاء بحياة الناس في ميادين التعليم والصحة والبنية التحتية، وفي شتى المجالات، وكان للراحل نصيب كبير في هذا الجانب، فقد اجتهد عندما علم بحاجة أهل الخليج أو ساحل عُمان، إلى المدارس والمستشفيات والمساجد، فأرسل أول بعثة دراسية من الدول العربية عام 1953، وأنشأ في مدينة الشارقة، أول مدرسة نظامية للأولاد ثم البنات، ولم ينقطع خيره وعطاؤه في شتى الميادين الإنسانية والخيرية.

لقد فقدنا زعيماً عربياً كبيراً، ولكن يبقى عزاؤنا في حاكم البلاد الجديد، الشيخ نواف الأحمد، جعله الله خير خلف لخير سلف.