أعجبتني تلك الكلمات، التي سمعتها من الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، حين اختصر مجمل الحديث عن قطر وأتباعها «بقرادة»، بالفعل هذا هو حجمهم الطبيعي، والرد عليهم، والاهتمام لما يقولونه هو هدر للطاقات وإعطاؤهم الحجم الذي لا يستحقونه.

ما أعجبني في هذا الوصف أنه وضع النقاط على الحروف في وضع نظام الحمدين، فمن لا يعرف القرادة إنما هي حشرة حجمها صغير جداً، وتعيش على أجسام الطيور، وأجسام الحيوانات ذات الفراء، حيث تتغذّى على دمائها، وهذا ما أراه من نظام الحمدين، ومن يتبعونهم إنما هم في الحجم صغار، ويقتاتون على دماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني، طفيليون في حياتهم، لا قيمة لهم ولا تاريخ.

قضيتنا ليست مع الشعب القطري الشقيق، فهم أهلنا وتجمعنا روابط النسب والقرابة، بل المسألة في ذلك النظام، الذي أساء لشعبه ووطنه، وفقد سيادته، وتتحكم فيه الملالي والأتراك، بل ذلك النظام يعيش ويقتات على دعم الإرهاب وقتل الأبرياء والتجارة باسم القضية الفلسطينية، وكما أكد الأمير بندر أن القضية الفلسطينية إنما هي قضية عادلة، وجميعنا يريد حلها والدفاع عنها، إلا أن من يقوم بها ويدّعي ولاءه لها محامون فاشلون، لا همّ لهم إلا جمع الأموال والإتجار بالقضية الفلسطينية وبأرواح الأبرياء.

لا بد لنا اليوم أن ننظر إلى المستقبل برؤية كبيرة، ولا نلتفت إلى صغار الأمور، ولا نعطي وقتنا الثمين لمن هم في حجم القرادة، لأننا صناع المستقبل والحضارة تنتظرنا، وما نراه من إنجازات لوطننا الغالي إنما هي طريق للأجيال القادمة، تتحقق برؤية قيادتنا الرشيدة، التي لا تخطو خطوة واحدة إلا وهمها الوحيد صناعة السلام العالمي، ومصلحة شعبها الوفي.

وأقولها بقوة: استمروا في عطائكم الكبير، ولا تلتفتوا خلفكم، إنما هم كالقراد لا حجم ولا قيمة لهم، وأخيراً «القراد يبقى قراد والجمل يبقى جمل».