فيما يستبشر وطننا الغالي الإمارات عامه 2020 استعداداً للخمسين برؤية استثنائية تستشرف المستقبل، نحتفل عبرها بمرور خمسين عاماً على اتحادنا الميمون، الذي دشن بداية مسيرتنا الحضارية الكبيرة، كم هو حري بنا أن نتوقف عند المعاني الكبيرة التي حملها قيام الاتحاد، والذي كان ترجمة حقيقية لإرادة قيادتنا التاريخية، والرجال الحقيقيين الذين ساهموا في وضع حجر الأساس لهذا البنيان الشاهق، وعلى رأسهم الراحل الكبير والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي مثل بقيمه وفكره المستنير والمستشرف للمستقبل، أيقونة هذا العطاء الحضاري الكبير الذي أذهل القريب والبعيد، وجعل من دولة الإمارات العربية المتحدة، مثالاً يحتذى به في الحضارة والتسامح واحترام القيم الإنسانية، حتى غدت واحة حقيقية، تقوم ببنيانها على التسامح والتعايش السلمي، فكانت قبلة الملايين من البشر، الحالمين ببناء مستقبل زاهر لهم وتحقيق أحلامهم في مناخ إنساني وبيئة معطاء.

واليوم ونحن نقترب من هذه المناسبة الرائدة، لابد لنا من تقديم جزيل الشكر والتقدير لهذه الهامات الكبيرة التي أسهمت في مسيرة التنمية والبناء، وترسيخ ثقافة الإبداع الاستباقية في مسيرة الدولة والتي جعلتها بمقدمة دول العالم في التنافسية على مختلف الأصعدة.

فهذه الإنجازات العظيمة وهذه المسيرة الطويلة من التنمية المستدامة ما كانت لتحصل لولا الرؤية الواعية والمتبصرة، التي تنظر بعين استشراف المستقبل، والاستعداد له، وبناء الأجيال الواعية التي يناط بها إكمال مسيرة العطاء هذه.

والذكرى الخمسون لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ليست سوى مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن، وتأكيد ثقة الشعب الإماراتي بقيادته الحكيمة، التي استطاعت بإرادة من حديد أن تنقل الإمارات إلى فضاءات مبهرة من التألق والعطاء، حتى المريخ، واستطاعت بفضل ما تمتلكه من رؤية وطنية سليمة ومخلصة ترجمة طموحات الأجيال القادمة، ورسم ملامح المستقبل في تطوير الخطط والمشاريع والتفكير ليكون القادم أفضل لأبناء الإمارات واستدامة التنمية للأجيال المقبلة.

وبهذه المناسبة يبدو من الوفاء تقديم كل الشكر لقيادتنا الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وشكراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات الحبيبة، لا سيما وأننا على خطاهم وعلى دربهم المشرق ماضون.