الأسطوانة المشروخة تعيد وتكرر نفسها مهما تعددت الغايات والوسائل، سيل ويجره آخر من التوابع والبحث جارٍ عن مفر، تلاحقنا الإشاعة أينما كنا، لتختلق من العدم قصصاً وروايات، وأكاد أجزم أن الجائحة ستنتهي ولن تخلص إشاعاتها المتلاحقة ما دامت تجد لفحواها مصغياً ولأصحابها مجيباً، والمروج له عذره ومآربه، لعله من طرحه السامي يرمي لضرب سمعة ومكانة ريادية، أو مصالح اقتصادية، أو قد تكون إرضاء لطموحه المستمر في بث وتزييف الحقائق، ونشر المعلومات المغلوطة، وجعل المجتمع منقاداً وراء وجهة إشاعاته.
ليس مقام المدح، ولا بقصد الرفع، العنوان أمام الملأ واضح جلي، دولة الإمارات العربية المتحدة لم تقصر في إجراءات الجائحة، بل ما أتاحته يفوق الممكن بمراحل، وقد عجزت عن تقديمه عظام الدول، من الأرقام المعلنة، والمستشفيات والكوادر والعلاجات والفحوصات واللقاحات المتوفرة للقاطن والقادم، وليس كل ذلك ينشر بقصد النشر أو بقصد السمعة، ولكنها مؤشرات تدل على الوضع الحالي وتبشر بالمقبل.
وفي خضم زخم الحملات الإعلامية الموجهة لا بد أن ينال دبي من المُشاع جانب، وتحظى بصدارة هذا المشهد بجدارة، رسائل مشوهة تأتي من هنا وهناك، والهدف واحد ضرب السمعة العالمية، التي تكتسبها الإمارة، والتقليل من شأن النجاحات الاستثنائية، وقوة التماسك وسرعة التعافي، والقرارات الجريئة، والإجراءات القوية وحزمة المبادرات الاقتصادية المحفزة. عرش الصدارة لدبي شاء من شاء، فهي الأقدر على التعاطي مع أصعب الظروف، وتخطي أكبر الأزمات، والغيم لو طال ولبَد سماها ما يحجب نور الشمس عن دبي حاجب.