احتفل العالم باليوم العالمي للسلام، في رمزية لافتة يحاول العالم من خلالها بث روح السلام ونبذ العنف وإيجاد حلول للمشكلات العالقة حول العالم.
السلام العالمي الركيزة الأساسية لخروج العالم من وضعية العداء والتحفز للمواجهة. وخصوصاً في هذه الفترة التي يحاول العالم فيها أن يتعافى من جائحة كوفيد – 19، ومعظم دول العالم ما زالت ترزح تحت وطأة تلك الجائحة، وما زالت تلك الآثار المدمرة للإغلاق نتيجة الوباء تؤثر في معظم نواحي الحياة حول العالم.
العالم بحاجة لإعادة التموضع الكلي، وذلك بإيجاد قاعدة عالمية عريضة لعالم أكثر مساواة، وأكثر عدلاً وإنصافاً وشمولاً واستدامة وصحة.
العالم بحاجة للتكاتف والتعاون، لم يعد بلد واحد قادراً على مواجهة الأعباء بمفرده. يجب إعادة تفعيل التجارة البينية بين الدول وذلك بأنظمة وقوانين أكثر مرونة ويجب أن يتم تعديل القوانين والتشريعات لفتح الحدود وقبول البضائع وإلغاء أو تقليل نسبة الضرائب والجمارك. والأهم من هذا كله أن يفتح العالم ذراعيه للجميع من دون تحديد. فالتكامل العالمي هو ما يحتاجه العالم وليس فقط التقوقع في كيانات وتنظيمات محدودة.
والأمم المتحدة بدورها تحاول جاهدةً عبر قنواتها إرساء مبادئ السلام العالمي، وأخيراً كانت هناك دعوة من الأمين العام لوقف إطلاق النار على مستوى العالم، وتبنى مجلس الأمن بالإجماع قراراً يدعو الدول الأعضاء إلى دعم وقف إنساني مستدام للنزاعات المحلية. وذلك حرصاً على توفير اللقاحات والعلاج اللازم للمحتاجين حول العالم.
غير أن هذا ليس كافياً، فيجب أن يكون وقف النار شاملاً ودائماً وليس فقط بسبب تداعيات جائحة ما. يجب أن يحل السلام على العالم لأن هذا هو ما يجب أن يكون عليه العالم. فجميع الأديان من دون تمييز تدعو للسلام وتحث عليه. بل إن السلام هو جوهر أي ديانة وكل معتقد.
وعلى الصعيد نفسه يجب كبح جماح كل حركات بث الكراهية ونشر العداوات حول العالم، وإذا استمرت العداوات المنتشرة حول العالم، فلن يتأثر بلد واحد فقط بل ستنتشر تلك العداوات حول العالم ونتائجها ستكون كارثية على الجميع، وهذا ما شهدناه إبان موجة نزوح اللاجئين التي هزت العالم وما زالت تداعياتها تؤثر في الجميع حتى يومنا هذا.
ودولة الإمارات جسدت مفهوم السلام العالمي في أبهى صوره. فقد تبنت الإمارات مبدأ الحوار بين الأديان، وتقريب وجهات النظر، ودعمت جهود إحلال السلام حول العالم. كما التزمت نهج الوسطية ومكافحة كل مظاهر الكراهية بشتى أنواعها. ويمكن لأي زائر لدولة الإمارات أن يشعر بمفهوم السلام والوئام يتجسد في كل شبر من دولتنا، حيث يعيش ويعمل مواطنون من مختلف دول العالم ومن جنسيات وديانات متنوعة ومختلفة ومع هذا فهم يعيشون ويتعايشون مع بعضهم بعضاً في صورة تجسد ما يجب أن يكون عليه العالم.