حكايات كثيرة وقصص مختلفة أحداثها، تطالعنا بها يومياً مواقع التواصل الاجتماعي، حكايات تكشف عيوننا على واقع لم نعهده من قبل، وعلى مواقف لم نتوقع يوماً أن نوضع فيها، بعضها ثقيل على النفس، وأخرى مؤلمة وتفيض بالحزن، بعض هذه المواقف ليست قريبة منا جغرافياً، حيث تفصلنا عنها حدود ومسافات طويلة، ولكن برغم ذلك نتأثر بها، نشعر بأن أصحابها قد أدخلوا في دائرة الظلم، لهول ما تعرضوا له من «عنف رقمي»، أدخلهم في متاهات وصراعات عديدة لا تكاد تتوقف عند حد معين.

قد يبدو مصطلح «العنف الرقمي»، غريباً على البعض، ولكنه أصبح واقعاً في الحياة الافتراضية، يمكن تلمس اتساع حجمه بزيارة واحدة لـ«التواصل الاجتماعي»، حيث يسود ساحاتها أشكال مختلفة من العنف النفسي والعاطفي، وترتفع فيها «نبرة العنصرية» والتهديد والمضايقة والتحرش وغيرها، وكثيرة هي الحالات التي وقعت ضحية لـ«العنف الرقمي» الذي يتيح لم يمارسه سوء استخدام تكنولوجيا المعلومات بهدف إلحاق الضرر بشخص آخر، وابتزازه.

«العنف الرقمي» هو امتداد لـ«العنف الواقعي» وهو أحد أشكال «التنمر» وذلك ليس سراً، وكلنا يدرك تماماً تأثيرات هذا العنف وارتداداته على النفس، في حين أن السؤال يكمن في ماهية الأسباب التي أدت إلى توسع رقعة «العنف الرقمي»، ولعل الإجابة كامنة في طبيعة تغيير المعايير لدى الشباب الذين باتوا يعيشون حالة من اختلال المبادئ، نتيجة غياب القدوات الحقيقية، واستبدالها بأخرى واهية، تختفي وراء صور و«فلاتر» كاذبة، يفصلها عن الواقع مسافات طويلة، ليصبح الحصول على مثل هذه الإطلالات بمثابة طموح لدى الشباب والفتيات من مستخدمي «التواصل الاجتماعي».

كثيرة هي المناطق التي تئن من ظاهرة «العنف الرقمي» والتنمر، وقد كان للإمارات قصب السبق في مواجهتها ومكافحتها ومنع أشكالها، عبر تشريع منظومة من القوانين الرادعة، التي من شأنها المحافظة على خصوصية الأفراد على اختلاف جنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم.

مسار

مكافحة «العنف الرقمي» تكمن في خلق القدوات الحقيقية.