البشر مختلفون في كل شيء في أعراقهم ولغاتهم وثقافاتهم ومعتقداتهم، ولكل فئة منهم طريقتها في الحياة ونظرتها للسعادة، البعض يعتبرها مجرد شعور ينتهي مع انتهاء اللحظة، وهناك من يعتبرها قراراً، وآخرون يرون فيها هدفاً يجدر السعي نحو تحقيقه بشتى الطرق، وكل هؤلاء يقفون في دائرة الصواب، فلا أحد مخطئاً في نظرته حيال السعادة، فهي شعور، وهي قرار وهدف أيضاً.

«السعادة هي الشعور بالبهجة والاستمتاع»، ذلك اتفاق عام بين الناس على ماهية السعادة، التي يمكن اعتبارها «الحالة التي يمكن للإنسان من خلالها أن يحكم على حياته»، وهي الطريقة التي نعاين من خلالها المسافة الفاصلة بين الإنسان والاستقرار والراحة وابتعاده عن الأوجاع، وعبرها نعاين منسوب الأمل الذي يعتمر القلوب والأرواح، فكلما زاد الأمل زادت معه السعادة وبالتالي ترتفع نسبة الرغبة في التمسك بالحياة.

السعادة قبل أن تكون هدفاً أو شعوراً، هي فلسفة، تناولها ابن خلدون وأرسطو الذي وصفها بأنها «معنى وهدف وغاية الحياة»، كما ناقشها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر كتابه:

تأملات في السعادة والإيجابية، وقد تجلت نظرته إليها بقوله: إن «الإيجابية هي طريقة تفكير والسعادة هي أسلوب حياة، ليس ما تملكه أو ما تفعله هو ما يجعلك سعيداً، بل كيفية تفكيرك بكل ذلك»، وفي هذا الدرب سار عديد الفلاسفة وفرسان الأدب والكتابة، الذين قدموا أعمالاً مختلفة حاولوا من خلالها إفشاء بعض من أسرار السعادة، التي يرى باولو كويلو بأنها «معدية».

الحياة مهما طالت ستظل عبارة عن رحلة قصيرة، لا تستقيم من دون السعادة، فكل ما تحبه وما تقوم به في حياتك اليومية هو بمثابة تعبير عنها، ما يجعلها متعددة الجذور.

مسار:

السعادة إحدى ثمرات إخلاص النية لله في كل قول أو فعل نقوم به