جميعنا يدرك أهمية التخطيط، ليس للمستقبل وحسب وإنما لكل خطوة نمضي فيها، فهو أشبه بوضع الحروف على النقاط، لذا فبين سطور التخطيط يكمن النجاح، كونه يفتح عيوننا على نقاط الضعف وبالتالي العمل على تقويتها. استغراقنا أياماً وشهوراً عدة وأحياناً حياتنا كلها في التخطيط للمستقبل، تعد صفة جيدة، فهي تعكس حرصنا على وضع خطط واضحة لأيامنا المقبلة، حيث يمكننا ذلك من استكشاف ما سيحدث وبالتالي الاستعداد لـ«المطبات» التي قد تواجهنا.
التخطيط للمستقبل، ليس قاصراً على الحياة العملية فقط، وإنما هو إجراء يدخل في كافة مفاصل حياتنا اليومية، وخطواتنا المختلفة، ومن بينها الزواج الذي يعد واحداً من أهم القرارات التي نتخذها، لاتصالها في عملية بناء أسرة قوية ومتماسكة، قادرة على تنشئة الأبناء بطريقة سليمة، وكثيرة هي البيوت التي هدمت بسبب سوء التخطيط في البداية، حيث لم يحفظ فيها الزوج حقوق الزوجة أو العكس، ولم يحفظ الزوجان حقوق أبنائهما، فأقيمت الأسرة على أعمدة واهية، لم تستطع الصمود مع أول عاصفة تعرضت لها.
نعرف جميعاً بأن الزواج فيه تحصين للنفس، وإكمال للدين وطمأنينة عالية واستقرار للطرفين، كما فيه تعزيز للأمن النفسي للطرفين، كونه يمنح كل طرف إمكانية مساعدة الطرف الآخر على مواجهة ظروف الحياة، والقضاء على مشاعر الوحدة والخوف من المجهول، ولذلك فالتخطيط للزواج يعد مهماً، بوصفه مشروعاً حياتياً مستمراً، وشراكة ممتدة لسنوات طويلة، قد لا تستمر إن فقدنا قدرتنا على التخطيط لها.
في مؤسسة الزواج، علينا أن ندرك بأننا نتعامل مع شريك خلق من لحم ودم، له مشاعر وأحاسيس تشبهنا ويتوجب علينا مراعاتها، وهو ما دعانا إليه رب العزة في قوله تعالى في سورة البقرة: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)، وبالتالي فإن إدخال الشريك ضمن خططنا فيه تحسين للذات وتقوية لعود العلاقة وبناء لبيت قائم على التقوى والإيمان.
مسار:
الزواج مشروع حياتي وشراكة ممتدة