السعادة تشبه الفراشة التي لا تكف عن الحركة والطيران، الإمساك بها ليس هيناً، والجري وراءها فيه إرهاق للبدن والنفس، لذا فالسعادة تتطلب منا الهدوء والبحث العميق في ذواتنا، فكلما اقتربنا منها، زاد شغفنا بالحياة وزاد منسوبها في عروقنا. إن بحثنا عنها جيداً سنكتشف في لحظة ما أنها تكمن بين ثنايا أنفسنا، وأنها تسكن بجوارنا تماماً، متمثلة في الروح التي نحبها ونشعر بأنها تغنينا عن الدنيا بأكملها.

«ما هي السعادة؟» سؤال يشغلنا جميعاً والباحثين والخبراء منا، لكل واحد منا نظرته الخاصة واعتقاداته التي يرى بأن السعادة موجودة فيها، بعضنا يراها في المال وآخرون يجدونها في السلطة، وهناك من يراها في الزواج والمرأة الصالحة، وهناك من يجدها في الذرية الصالحة.

قد نختلف في نظرتنا إلى السعادة وتعريفنا لها، وهو ما يُبقي كافة الآراء صحيحة ما لم يثبت العكس، ولكن في الواقع أن السعادة الحقيقية تكمن في السكن بالقرب من الروح التي نحبها، ونتحدث إليها، نضع فيها أسرارنا ونعبر من خلالها عن فرحنا، ونبث إليها أحزاننا ونفرج معها عن همومنا، هي تلك الروح التي تعيننا على مشاق الحياة، وتحفزنا على تجاوز حدود التحديات مهما عظمت صعوبتها، وهي تلك الروح التي تساندنا وتكون لنا ظهراً نشد به عضدنا، وعيناً ساهرة إن غبنا، وشفاهاً ضاحكة إن أقبلنا.

تلك الروح هي الزوجة، التي نكمل معها نصف الدين، ونسكن معها تحت سقف واحد، ونشيد معها بيوتاً تقوم على أعمدة المحبة والسعادة والصلاح، تفهمنا جيداً، وتدرك تماماً كيف تمنحنا السعادة التي نبحث عنها، والتي تتمثل أحياناً كثيرة بابتسامة تخفف بها ما نتحمله من ضغوطات الحياة، ونريح بها أعصابنا التي أرهقها الجري في مضامير الحياة نهاراً.

لذا فالزوجة الصالحة تعد مفتاحاً لدخول عوالم السعادة التي نتطلع إلى السكن فيها، تذكرنا إن نسينا، وتصوبنا إن أخطأنا، وتعيننا على تعب الحياة، لذا فالوصول إلى السعادة يكمن في فهم الطرف الآخر.

مسار:

سر السعادة يكمن في أنفسنا والروح التي نساكنها