بين الكائن هنا والحاصل هناك، بعض البشر على ما اعتاد وتعود عليه باقٍ، ليست تحركه خطوات ولا تغريه نجاحات وفرص، قد تختلف الأيام والشهور والأعوام، ونظام الكون برمته، ولا تزال لغة الجديد الصاخبة تسابقه «راعي» المقارنات في كل مضمار. مسوغ لا يعترف بالزمان والمكان، ولا تعنيه حدود القرب والبعد، حسابات محسوبة بنهج الظاهر والمرئي فقط.

وبين العلة والتبرير، باتت سطحية الرؤية عند البعض تغني لإصدار الانطباعات على مجمل الأمور، دون أقل دراية حول خفايا وخلفيات الحاصل، مكتفية بحكم عدسات كاميرات الهواتف، مجال صمم، ليضع غالب الناس ضمن إطاره الضيق، وتحت قالبه المفصل، أبسط السهل، أن يأتيك معارض، مهاجماً هذا، ومعاتباً ذاك، بحجة أو بلا حجج، وكل ما بالأمر أنها مقارنة بين الحاصل في بقعة أو منصة ما، واقع لا يمكن إنكاره، والمجاراة دون شك هي المطلب، كفه ساوت بين الضروري والكمالي، ليأخذ ما يأخذه سمعاً وطوعاً. إنها ضريبة التقدم التي لم يسلم من شرها أحد، غيرت المعتاد، وأباحت المستغرب.

ودواء العلة، يكمن في إدراك أن ما نراه فارق عما يراه الغير، وما يناسب تكويننا ومتطلباتنا، لا يشبه ما هو جائز ومقبول في عرف وتكوين الآخر، ووضع الانطباع يستوجب وضوح الصورة للإنسان لتكتمل النظرة، أما «شاهدت ونشاهد»، «وترند والسائد»، فليس في تبع ممشاه عائد، غير الدخول في عالم الحيرة والظنون. وإذا أردت الصراحة، يفرق من وظف هذه المنصات في إطار القواعد والحدود اللائقة لفتح آفاق جديدة لاكتشاف الآخر، والاستفادة من التنوع والغنى على كل الصعد، للدخول إلى أرحب المجالات بسعة الصدر، والأخذ والعطاء، والتي تعد ضرورة لا محيد عنها للتواصل الناجع.