هناك بين مسارات الحياة، وبين مفترق الطرق ضللت الطريق، وجلست تحت شجرة وارفة تضم بين أغصانها طيوراً عازفة للحن الحياة، واستلقت مشاعري هنا لتستريح من عناء الحياة، وتأخذ راحة لمشاعرها المستنزفة لعلها مسكن لجروح القلب الغائرة، كدت أفقد أنفاسي لولا تلك الاستراحة وكأنها قيلولة اختلستها من مسارات الحياة، وكأنني أعيد ترتيب شيء قد تبعثر، لعلها أفكار بائسة تحتاج إلى ترميم من بعد تصدعات في تحديات الحياة، لماذا كل هذا الغموض في حياتي ؟ هل هي رسالة تنبيه أم محطة أغادر بها مكاناً قد أصابني منه اكتئاب، إنها رسالة من قلبي لعقلي وعقلي يرتب دون أدنى تفكير بإحساس وشعور قد خيم حيناً من الدهر، لأفقد عمري وأيام الصبا في هموم ألهث خلفها لمطاردتها من حياتي دون جدوى، قد حان الوقت لأتراجع من أجل حقوق نفسي، من أجل قلب يتحرى ليلة القدر في ظلمة كالحة، لا شيء يستحق كل هذه التضحيات، تتساقط سنواتي الخضراء لأبدو في عمر خريفي أدوس أوراقه اليابسة الباهتة لعلي أسمع ذاك الصوت الخشن، ورماد عمري المحترق يتطاير يحرق عيني، كم كنت حبيسة ذاك المكان البائس الكئيب أملاً في شيء وكأنه شيء خارق يغير مكاناً وحالاً قد تعذر تغييرهما، سوى خطوات أجهل طريقها، لولا أن كبرت تلك البقعة السوداء لتكسو المكان، لتنعدم رؤية مسارات الأمور الصحيحة، لذا هاجر ولا تبقى في ذاك المكان وكأنك خلفت خلفك رواية أو أسطورة لا تحدث إلا في قصص الخيال، وكأنك تصحو من غيبوبة أصابتك، تحاول أن تتذكر شيئاً أو بالأحرى ماذا حدث ولماذا أنا هنا، جرفتني هموم فاضت من سؤدد القلب لأرتمي على صخرة قوية هشمت شيئاً فشيئاً، لأستفيق من ذاك المخدر وأفتح مذكرتي لأكتب شيئاً جديداً لأحرر صفحات تخلدها الأيام كعبرة لا شيء سوى الحكمة التي نكتسبها بعد طول الطريق وشدة تعقيد مسالكه ومتاهات غامضة أضاعتني حيناً من الدهر.