يتملكنا جميعاً شغف البناء، ولكل واحد منا أسلوبه الخاص في ذلك، فمن خلال البناء نجد ذواتنا وندرك حقيقة وجودنا، ونحن الذين خلقنا لكي نسعى في الأرض ونعمرها.
بعض البناء يكون عن طريق العمل وإنشاء شركات ومؤسسات وهيئات وغيرها من أمور تسهم في تعزيز الحركة الاقتصادية.
والبناء الاقتصادي رغم أهميته يظل بحاجة إلى البناء الاجتماعي، الذي يحدد الإطار العام للمجتمع، وحجمه وطريقة تعامله مع الأمور، وجميعنا يدرك أن البناء الاجتماعي يقوم بالدرجة الأولى على الأسرة التي تشكل النواة الأساسية لأي مجتمع، ومن دونها لا يمكن للمجتمعات أن تستقيم، فأهمية الأسرة لا تقتصر فقط على إنجاب الأبناء، وإنما يتسع دورها، كونها تمثل مفصلاً من المفاصل الرئيسية للمجتمع، وهو ما يجعل من إدارتها مهمة ليست بالهيّنة، كون وظيفتها الأساسية تتمثل في إيجاد بيئة مستقرة وآمنة لكافة الأفراد بدءاً من رأس الهرم في الأسرة وانتهاءً بأصغر فرد فيها، وهو ما يجعل هذه العائلة بحاجة ماسة إلى عقل مدبر قادر على إدارة شؤونها وتصحيح ما يصيبها من خلل، وهنا تبرز أهمية التوازن بين كافة الأشياء التي تتصل بالأسرة، سواء كانت تتعلق بالعمل أو البيت أو الأفراد، لأن عدم الانتباه في ذلك قد يصيب جسد العائلة بالخلل، وبالتالي فإن التواصل بين أفراد العائلة يعد واحداً من الأمور المهمة، خاصة في الأوقات الصعبة، لضمان عدم تسرب الأفراد إلى خارج المنظومة الأسرية ووقوعهم في براثن الضياع.
إدارة الأسرة تتطلب عيناً يقظة، ولساناً قادراً على التفاوض، وقلباً واسعاً يحتضن الجميع، كما تتطلب عقلاً نيراً مالكاً للقدرة على تجاوز التحديات وعبور العواصف التي قد تواجه الأسرة، وذلك لن يتأتى دون وجود تكاتف بين أفراد العائلة بوصفهم جسداً واحداً، يشكل لبنة أساسية في المجتمع.
مسار:
التواصل الفعال بين أفراد الأسرة عامل مهم في نجاح بنائها