لكل واحد منا شخصيته الخاصة، بعضنا عاطفي وحنون، وآخرون لهم مزاج عصبي، وهناك من هم أصحاب شخصية انطوائية، أو متفتحة وغيرها، ولكل شخصية ميزاتها وأشكالها وصفاتها، قد نحب بعضها ونكره أخرى، ولكن في النهاية تظل هذه هي طبيعة الشخصية الإنسانية، التي اجتهد البشر منذ قرون في محاولة تحليلها وفهم سماتها، وتحديد ملامحها عبر ربطها بلغة الجسد ودرجة حدة أو انخفاض الصوت، حيث كل واحدة منها تمثل مؤشراً على نوعية الشخصية وسماتها، وبرغم ذلك ظلت «الشخصية الإنسانية» بمثابة لغز، وما زال العلماء والباحثون في سعي دائم لفك وفهم تفاصيل الشخصية الإنسانية.

البروفيسور بريان ليتل، أستاذ علم الاجتماع في جامعة كمبريدج، يقول: كل شخص منا هو من بعض النواحي مثل كل الأشخاص، أو مثل بعض الأشخاص، أو لا يشبه شخصاً آخر، وتلك هي حقيقة تترجم طبيعة الشخصية الإنسانية، والتفكير فيها يقودنا إلى ضرورة معاينة سمات الشخصية الإنسانية التي لخصها الباحثون بـ5 سمات، هي: الانفتاح الذي يفتح عيوننا على مدى انفتاح الشخصية أو انغلاقها، والضمير الحي وهي السمة التي تمكننا معرفة مدى قدرتنا على الانضباط والتحكم بدوافعنا، والانبساط أو المرونة التي تبين لنا مدى قدرة الشخص على التفاعل مع الآخرين، والموافقة التي تقيس مدى دفء الشخص ولطفه، والعصبية التي تقيس مدى قابلية الشخص للاضطراب العصبي أو الاستقرار العاطفي.

وعبر تلك السمات، يمكننا تحديد نوعية الشخصية التي نتعامل معها، ما يمنحنا الفرصة لمعرفة مدى قدرتنا على التأثير في هذه الشخصية، خاصة وأن لكل فرد شخصيته الخاصة أو المميزة التي يتفرد فيها عن الآخرين، والتي تسهم في تحديدها مجموعة عوامل أو أنظمة من بينها طبيعة الملامح الاجتماعية والثقافية التي تحيط بالشخصية، حيث تسهم هذه الملامح في تشكيل منظومة القيم والخبرات التي تمكّن الشخص من التعلم والتعبير عن ذاته.

مسار:

فهمك لشخصيتك يمكّنك من اكتشاف جوهرك الحقيقي