«أشعر بالفرح الغامر، وأهدي هذا الفوز لأمي، وأنصح جميع الأطفال بالمشاركة في هذه المسابقة»، عبارة رددتها بطلة الدورة الـ 6 من تحدي القراءة العربي، شام البكور، التي تبلغ من العمر 7 أعوام، بعد فوزها بلقب تحدي القراءة العربي. عبّرت هذه الفتاة قائلة: إن الكتب قد لا تغير وتزيل الألم، ولكنها تنور بصيرتنا نحو النجاح، فهي المستودع الآمن الذي يتضمن أفكار ونتائج عمل الأدباء والمفكرين.
هذه الفتاة الصغيرة، فقدت والدها في انفجار مروع خلال الحرب في بلدها، حيث كانت برفقته، ولحسن الحظ أنها تمكنت من الصمود، رغم إصابتها بشظايا في رأسها آنذاك، ولم يتجاوز عمرها الـ 6 شهور.
في تلك الفترة، مرت والدة الطفلة بظروف صعبة للغاية، خصوصاً بعد هذا الفقد الأليم، الذي ترك جرحاً عميقاً في داخلها، ولكن الأم أرادت أن تحقق حلم والد الطفلة، ولذلك، ورغم كل الظروف، حرصت على تنشئتها من خلال غرس الثقة بالله في نفس ابنتها طوال فترة التحدي، وزرع حب التميز وتحقيق النجاح بداخلها، وتطوير المهارات التي تمتلكها.
تعّد مكانة الأم في الأسرة كبيرة، فهي العمود الفقري، الذي يقام على أساسه البيت، وهي العنصر الأساسي في توفير السعادة والسلام الداخلي في الأسرة.
ولا شك أن الأم هي المكتشف الأول لمواهب ومهارات الطفل، كونها الأقرب والأكثر احتكاكاً ووجوداً في تفاصيل حياته، لذا، عليها دائماً أن تلاحظ مهارات الأطفال، وألا تهملها، وتوفر الإمكانات والبيئة المناسبة التي تعينهم على استثمار قدراتهم ومواهبهم الكامنة، دون أية مبالغة، أو انتقاص من قدراتهم.
الناجحون عادة ما يواجهون العقبات والضربات القاسية، لكن لتحقيق نجاح باهر، لا بد من المثابرة والإصرار، والحصول على الاحتواء والتشجيع من أقرب الناس، أحياناً، بالفعل، يكون وراء كل نجاح أم عظيمة، تستحق كل الشكر والثناء والتقدير.