«لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء». جميعنا قد نتشابه في بعض التحديات والعقبات في الحياة، ولكننا نختلف في ردة الفعل إزاء المواقف، منا من يعمل جاهداً حتى يتخطى جميع المعوقات ويترك بصمة لافتة من الإنجازات العظيمة التي تكتب وتسطر بماء الذهب، وآخرون يستسلمون للإخفاقات ويقفون في منتصف الطريق رافعين راية الاستسلام.

السؤال الذي يدعونا للتفكر، ما الذي ينقص بعضهم ويمنعهم تحقيق الإنجازات؟

«القوة لا تأتي من الإمكانات الجسدية بل من عزيمة الإرادة» - المهاتما غاندي.

ولد غانم مفتاح عام 2002 مصاباً بمتلازمة التراجع الذيلي التي تعد إعاقة شديدة وتتطلب رعاية صحية مكثفة من قبل الأسرة وتقبل المجتمع ليتمكن من اكتساب المهارات التي تمكنه من الحصول على بعض الاستقلال الذاتي والاندماج في المجتمع.

كان يردد دائماً «تعلمت من أمي أنه لا شيء مستحيلاً» وذلك لأنها تحدت الجميع، ولم تعزله عن الناس كونه من أصحاب الهمم بل قدمته للمجتمع بثقة، فقامت بنشر الوعي وتثقيف أفراد المجتمع عن حالته بدلاً من الشعور بالخجل الاجتماعي.

وحين كان يتنمر عليه الطلاب في المدرسة، طلب من أمه في أحد الأيام أن تعنفهم، فترد بحب بأن تغيير جميع الناس لأجله أمر مستحيل والحل أن يبدأ التغيير من داخله بتقبل نفسه، وكانت تردد باستمرار على مسامعه «جمالك باختلافك».

في الأيام الأولى من أبريل 2022، أعلنت اللجنة العليا المنظمة لمونديال 2022 تعيين غانم، سفيراً رسميا للبطولة، فعلاً بهذا الاختلاف زاد الأمل وحتماً لم يمنعه تحقيق أحلامه والكثير من الإنجازات بالإرادة الصلبة، فإيمانه وقوته الداخلية هما السبيل بالإقدام على العطاء والقادم أجمل.