لا شك في أن التبرع بالأعضاء يُعدّ من أنبل الأعمال الإنسانية، كونه يمنح المحتاجين لهذه الأعضاء أملاً جديداً في الحياة، كما أنه يقدم أفضل الإشارات إلى التكاتف بين أفراد المجتمع، فالتبرع بالأعضاء، سواء خلال الحياة أو بعد الوفاة، يسهم في إنقاذ العديد من المرضى ويمنحهم الشفاء، فكما يؤكد المختصون فإنه يمكن لشخص واحد أن ينقذ حياة 8 أشخاص كانوا بأمسّ الحاجة للأعضاء.
ولا أخفيكم أن هذا الموضوع كان له أثر كبير في حياتي، وترك في نفسي جرحاً عميقاً، فقد تعرضت لمرض في عيني أخبرني الأطباء على أثره بحاجتي لزراعة قرنية في مستشفى بريطاني، ترددت في البداية عن إجرائها ولكن أجريتها بعد عام كامل، ثم تلقيت خمس قرنيات متتاليات، وكانت معاناتي في رفض جسمي لها بشكل متكرر، وأخيراً سافرت إلى مستشفى جونز هوبكنز بأمريكا لزراعة قرنية صناعية وهذه التجربة جعلتني أفقد البصر.
هذه أقدار الله سبحانه وتعالى، ولكن رحلة العلاج استمرت معي 5 سنوات، فيما لو كان العلاج متوفراً في بلدي ربما كانت الأمور ستسير على نحو أفضل، ولذلك لم أتردد في المشاركة في برنامج حياة وأقدم الأعضاء التي يمكن الاستفادة منها بعد وفاتي.
والحقيقة أن البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» منظومة وطنية لتعزيز جهود التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية، ويعزز المكانة الريادية للدولة لا سيما في ظل وجود كل الكوادر الطبية المؤهلة في الدولة والمنشآت الصحية والبنية التحتية التكنولوجية والشراكات الدولية مع مؤسسات عالمية متخصصة بالبحث العلمي في مجال زراعة الأعضاء.
نسأل الله العافية للجميع، والخير لا ينقطع في ربوع الإمارات بإذن الله.