بعض العلاقات تستمر بقوة وبحب وانسجام لسنوات طويلة، إلى أن تعصف بها الصراعات وردود الفعل السلبية، فيختل التوازن، ويصيب تلك العلاقات المميزة، التي يتمناها كثيرون، بعض من البرود العاطفي والتنافر، وذلك بسبب انعدام المصارحة وفن الحوار، أو نتيجة تفسير خاطئ لأفعال من نكنّ لهم أجمل مشاعر الحب أو الاحترام والألفة.

البعض يقطع الوعود أنهم على العهد باقون، والود مستمر حتى النهاية، ولن يزعزع استقرار العلاقة أي شيء، حتى يقفوا على عتبة العلاقة، وتتوالى الظروف، وتحدث بعض المواقف، لتبدأ لعبة التفسير تباعاً.

إن الشخصية المتسرعة بإصدار الأحكام، وتفسير الأمور بشكل عشوائي من دون النظر إلى الموضوع بشيء من التروي، قد تندفع بإطلاق أحكام غير صحيحة، ومُبالغ فيها، فتصاب بعد فترة بالحرج والندم، حين تتضح الأمور، وتأخذ شكلها الصحيح، ويتم الإدراك بعدها أن هذا التصرف كان منتهى الإجحاف، ومخالفاً للمبادئ العادلة.

تختلف المفاهيم بين شخص وآخر، البعض يفسر مساعدة الناس رقياً وقمة في الأخلاق، ويفسرها آخر أنها رياء وحب ظهور.

في الواقع، هناك دائماً مسافة بين الفعل وردة الفعل، تسمى التفسير، وهو الذي يتحكم بالفعل من الأساس، وليس ردة فعلك وردة فعل الآخرين، فحين نفسر أفعال البعض، من خلال وضع بعض الاحتمالات، نتمكن من التريث وعدم التسرع في إطلاق الأحكام، ووضع التفسير المنصف المبني على مسببات إيجابية، تحرر الشخص بطريقة أو بأخرى من سوء الظن.

وأما فقراء الأخلاق، فقد ينتقون الاحتمالات السيئة، ويتسرعون في الحكم باختيار التفسير الأسوأ للمواقف، وبالتالي، يتسببون في ضياع وهضم الحقوق، وقطع أجمل العلاقات وسنوات العمر.

تذكر أنه للعيش في سلام وراحة بال، لا بد من تجنب سوء الظن، وتفسير أفعال الآخرين تفسيراً إيجابياً، يجنبك بتر العلاقات، ولعب دور الضحية، ليس لأجلهم، بل لأجلك.