تذهب لزيارة أسرة والدها بعد غياب استمر فترة طويلة جراء بعض الظروف الطارئة التي مرت بها، أرادت بالفعل أن تحيي العلاقة وتبث الفرح في قلوبهم، وشعرت بقوة معنوية هائلة بوجودها معهم، ويا له من شعور! فلقد تغلبت على تلك الحجج الطارئة والظروف الصعبة لتكسب محبة أقرب الناس، لكن في نهاية تلك الزيارة، يحدث ما يثير شعورها بالذنب والتقصير.
صلة الرحم سبب لكثرة الرزق وطول العمر وحصول البركة؛ لذا احرصوا باستمرار على ألا تشغلكم ظروف الحياة عن أهم الأشخاص الذين يهمهم قربكم، ويترقبون سؤالكم واهتمامكم، حتى ولو كان من خلال مكالمة هاتفية؛ لذا لا تنغمسوا كثيراً في دوامة الانشغال في العمل وكسب المال والترقية والتربية والدراسة ونسيان ركن قوي وأساسي من أركان العلاقات الاجتماعية وهو صلة الرحم.
يقول أحد الأشخاص بكل فخر، إن لديه مبدأ في الحياة بأن يعامل الأشخاص دائماً بالمثل، فهو يقابل دائماً الإحسان بالإحسان، وهذا الشخص ليس واصلاً، بل هو مكافئ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها»، بمعنى إذا ابتعد أقاربه لأي سبب كان بادر بالإحسان إلى المسيء والمقصر ووصلهم، وهذا السلوك جزماً من أسباب علو مكانة الواصل عند الله جل في علاه أولاً، وعند جميع الناس تباعاً، سواء كانوا أهله أو غيرهم.
في نهاية تلك الزيارة، تجلس العمة الكبرى جميلة الروح بجوار المرأة معاتبة: «أين كنت يا عزيزتي؟ لقد أجريت عملية حرجة، واستمرت معاناتي لعدة أشهر، ولم تسألي أو تبدي أي اهتمام؟»، بلعت المرأة غصة تراكمت في حلقها، وقالت يا للهول اعذريني يا عمتي الغالية أنا بالفعل مقصرة.
تواصلوا دائماً مع الأقارب، واحرصوا على جبر الخواطر، فهي أفضل الطاعات التي تنشر المحبة فيما بينكم، والتي تقرب العبد إلى ربه وترفعه درجات.