التعليم والميتافيرس

قبل أن ندرس تأثيرات الميتافيرس على التعليم، من الأفضل أن نفهم أبعاد هذه التقنية التي أحدثت ثورة كبيرة في عصرنا. إن القاسم المشترك لجميع تعاريف مصطلح الميتافيرس هو أنه الجيل القادم للإنترنت الذي يحتوي على ميزات جديدة كالبيئة ثلاثية الأبعاد والقدرة على إنشاء عوالم افتراضية جديدة وتعديلها كما نشاء.

فالميتافيرس مصطلح جديد تردد كثيراً في أركان المجتمعات، ويعني ما بعد الواقع إن صحت هذه التسمية وهو أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا بعد عقود من التطور والتدرج في عالم الويب وشبكة الإنترنت ويعتبره الخبراء ثورة علمية كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ولديه قدرة فائقة ومؤثر بقوة في المجالات كافة.

ثمة دراسات وتقارير دولية أفادت بأن قيمة سوق ميتافيرس العالمي بلغت 62.1 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن تبلغ قيمتها أكثر من 1637.4 مليار دولار بحلول عام 2030.

كما ويعد الميتافيرس مفهوماً جديداً يشكل عاملاً رئيسياً في تحويل المشهد التعليمي؛ فبعد الاعتماد المتزايد على نموذج التعلم عن بعد، أصبح تطبيق تقنيات الميتافيرس أسرع وأكثر سهولة، ويستطيع الطلبة بالفعل، تجربة حضور المحاضرات في العالم الافتراضي، أينما كانوا بطريقة أكثر تفاعلاً. التعليم بالميتافيرس لا توقفه جوائح ولا تعوقه أزمات أو كوارث طبيعية، وأساليب التعليم والتعلم سوف تتغير مع الاعتماد على تقنيات الميتافيرس.

ويعتبر الميتافيرس بيئة افتراضية، لا تحمل معها مخاطر على المعلمين والمتعلمين، إذ يستطيع الطلبة تطبيق تجاربهم العملية ذاتياً، وتسمح بالتدريب العملي عن بعد، وهو ما يميز هذه التقنية عن غيرها من أساليب، إذ يمكن أن يقوم طلبة التخصصات العلمية بإجراء تدريب أو تطبيق عملي افتراضياً، في بيئة الفضاء، أو تحت أعماق المياه، أو إجراء عمليات بشرية افتراضية.

نتطلع لمستقبل مختلف تماماً لقطاع التعليم بسبب تغلغل تقنية الميتافيرس فيه. وتهدف استراتيجية دولة الإمارات للميتافيرس إلى ترسيخ مكانة الدولة ضمن أفضل الدول الرائدة في مجال الميتافيرس، وجعلها مركزاً رئيسياً لمجتمع الميتافيرس العالمي، وتطوير تطبيقات الميتافيرس وطرق استخدامها لتطوير أنظمة المؤسسات الحكومية والقطاعات الرئيسية مثل التعليم والعمل عن بُعد والرعاية الصحية.

الأكثر مشاركة