كم من الأشخاص الذين قيدتهم قناعاتهم ومنعتهم من عيش الحياة التي يتمنونها، وإلى أي مدى سيطرت هذه القناعات على خياراتهم، التي إما أن تكون قد رفعت من مستوى حياتهم للأفضل ليصبحوا أقوياء، وإما أن تكون خفضته لتصنع منهم أشخاصاً ضعفاء؟.
أحياناً تغزو القناعات عقول الناس التي نشأت على هيئة أفكار منذ مرحلة الطفولة، وتم تغذيتها بالمشاعر والتجارب حتى رسخت تلك القناعات في عقولهم.
بعض القناعات تستنزف طاقة الإنسان وتمنعه من تحقيق أهدافه، وتكبل إرادته من خلال الحوار الداخلي السلبي، مثل «أنا أشعر بالضعف ولا أستطيع تحقيق أهدافي»، وأخرى ترفع العزيمة مثل «لا يوجد تجربة فاشلة وهي حتماً ستزيد من رصيدي المعرفي».
يقول روبرت ديلتز أحد مؤسسي علم البرمجة اللغوية، «يمثل الاعتقاد أكبر إطار للسلوك – وعندما يكون الاعتقاد قوياً ستكون تصرفاتنا متماشية مع هذا الاعتقاد». بعض القناعات قد تكون سلبية لتصنع بين أي شخص وتحقيق أحلامه حائلاً قوياً، بل وسداً منيعاً، وأما إذا كان متيقناً من أنه قادر على تحقيق أحلامه، ومتحرراً من تلك القناعات فيستطيع تحقيقها مهما كلفه الأمر، ولكن كيف؟
أولاً، تحديد القناعات السلبية ووضع أسباب جديّة لأهمية استبدالها بقناعات أكثر إيجابية. ثانياً، تحديد القناعات وإيجاد الحكم المنطقي وتحليل الخبرات السابقة التي نتجت عنه هذه القناعة، ومن ثم صناعة قناعات إيجابية جديدة، وثالثاً، تحديد مصادر إيجابية تساعد على تبني القناعات الإيجابية، مثل اقتناء كتب علم النفس وتطوير الذات وسير الأشخاص الناجحين، أو حضور دورات تدريبية محفزة.
وفي الختام، تذكر أن قناعاتك بإمكانها أن تصنع حياتك وتحدد أغلب قراراتك، لذا اهتم بها واحمها من السلبية، وستتمكن من عيش جنة الدنيا من خلال بناء قناعات إيجابية عن تطوير ذاتك وحياتك.