في يوم ذهب أحد الأبناء إلى أمه مستفسراً عن قيمته في هذه الحياة، في البداية ظلت الأم صامتة ثم أعطته جوهرة صغيرة وطلبت منه أن يذهب ويبحث عن قيمتها، ذهب الابن أولاً إلى محل يبيع الخضروات والفاكهة وسأله عن قيمة هذه الجوهرة، ثم ذهب إلى أحد الرسامين وختم جولة البحث في محل يبيع المجوهرات، الأول عرض عليه شراءها وأنه سيعطيه كيلو من الفاكهة الطازجة، والثاني أخبره أنه يستطيع رسم الجوهرة من دون أي مقابل، أما البائع في محل المجوهرات فأخبره أن هذه الجوهرة قيّمة جداً ولا يستطيع دفع ثمنها.
لوهلة شعر الابن بالحيرة، ثم عاد إلى أمه وأخبرها بما حدث معه، فقالت له إنه مثل هذه الجوهرة تماماً التي لا تقدّر بأي ثمن، ولن يعرف قيمته الحقيقية في هذه الحياة إلا من عرفه وأحبه بصدق، لذا عليه ألا يهتم بمن لا يعرفه ويعطيه حقّ قدره ويحترم ويقدر ذاته دائماً لكي يبقى عزيزاً.
تقدير الذات يحسن شعور الشخص نحو ذاته ويزيد من أفكاره الإيجابية وثقته بنفسه، ويمكنه من الصمود وتحمل ضغوطات الحياة ويكون أقل عرضة للقلق والتوترات. يوجز عالم النفس جاي وينش خمس خطوات تساعد في تقدير الذات وكيفية التعامل مع الانتكاسات المحتملة ومشاكل عدم استقرار الثقة بالنفس.
الخطوة الأولى هي استخدام وتكرار التأكيدات الإيجابية بطريقة صحيحة حتى يبدأ الشخص في تصديقها، مثلاً تحويل جملة «سأكون ناجحاً»، إلى «سوف أثابر حتى أنجح»، الخطوة الثانية تحديد الشخص قدرة حقيقية في المجالات التي تهمه ويجيدها، والخطوة الثالثة تعلم قبول المدح وتحضير ردود إيجابية وتلقائية لها، والخطوة الرابعة هي مكافحة نقد الذات من خلال التعاطف معها ومراجعة والتفكير مرتين قبل توجيه النقد اللاذع للذات، أما الخطوة الخامسة والأخيرة تكمن في تذكير النفس باستمرار بقيمتها الحقيقية التي يفخر ويعتز بها على الدوام.