نعيش في عصر متغير، يمتاز بالسرعة وقفزاته الواسعة، الرهان فيه بات على المعلومة وقدرة الفرد على امتلاكها، واستخدامها وتوظيفها عملياً بما يتناسب مع احتياجاته، ما جعل المعلومة مصدر القوة الحقيقية، وهو ما يجعل زماننا لا يشبه بكل الأحوال العصور الماضية.

في عصرنا الحالي، بات التواصل أسرع وإمكانية العثور على المعلومة أسهل، حيث المصادر متعددة، وباتت الهواتف الذكية بمثابة مفاتيح تصلنا بالعالم أجمع من خلال شاشتها الصغيرة التي لا تتجاوز في مساحتها حجم راحة اليد. وفي ظل هذا التطور ومحاولات استشراف المستقبل، لا يمكن التوقف عند حدود الشهادة الجامعية فقط، فما نعيشه من قفزات نوعية أصبح يتطلب الاهتمام بـ«التعليم الذاتي» لاكتساب المعرفة والمهارات الجديدة من دون الاعتماد على أحد، فما نحتاجه هو الاستمرار بعملية البحث والقراءة والانضمام إلى الدورات المجانية أو المدفوعة في مختلف المجالات، بهدف زيادة المعرفة.

في ظل ما نشهده من قفزات نوعية في كافة المجالات، لم يعد التعليم الذاتي خياراً، وإنما أصبح متطلباً، رغم ما فيه من صعوبة، كون المتعلم يدير العملية التعليمية بنفسه، ويتحكم بالمحتوى المعرفي الذي يكتسبه. ولكن في المقابل، يمنحنا التعليم الذاتي فرصة تعزيز وتطوير مهارات الانضباط لدينا، ويعلمنا الصبر والتدرج حتى وصولنا إلى الأهداف التي نتطلع إليها، ويساهم في تطوير مهارات إدارة الوقت والعمل تحت الضغط، والالتزام بالخطط الزمنية، فضلاً عن ذلك يساعدنا على زيادة ثقافتنا ومعرفتنا وتوسيع مداركنا من خلال مطالعتنا المستمرة للمحتوى المنشور على المواقع الإلكترونية في مختلف المجالات، وهو ما يحفزنا على الابتكار والإبداع والتفكير خارج الصندوق، بسبب ابتعادنا عن منظومة التعليم التقليدي، ويساعدنا على الإلمام بأدوات ومصادر التعليم المختلفة. «التعليم الذاتي» يُمكننا من المعرفة التي تستطيع تغيير شخصياتنا وطرق تفكيرنا، وتوسيع خياراتنا المستقبلية وإتاحة الفرص أمامنا.

مسار:

التعليم الذاتي يحفز على الابتكار والإبداع.