القراءة غذاء الفكر وإدراك المعرفة، هكذا وصفها القدماء، و«اقرأ» كانت الكلمة الأولى التي نزلت على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليكشف لنا رب العزة بها عن أهمية القراءة ويحثنا عليها، إذ تشكل هذه الكلمة بحروفها الأربعة عنصراً أساسياً لنهضة الشعوب والمجتمعات، وعبرها تتآلف الثقافات، ومن دونها لا يمكن للمجتمعات المضي في بناء حضارتها.

في القراءة حكمة ونور، ومنفعة للبشرية، وزيادة للإدراك العقلي والمعرفة ونضج للوعي، فهي تساعدنا على إثبات شخصياتنا وتوسيع دائرة تفاعلاتنا الفكرية والمجتمعية، وتكسبنا القدرة على تحليل الأفكار وتحفيز مهاراتنا، وترفع من قدراتنا اللغوية، وتمكننا من تصحيح ألسنتنا وتقوية ذاكرتنا لنتمكن من بناء مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. وها نحن نحتفي بها في مارس، الذي أسمته دولتنا شهراً للقراءة، لتحفزنا فيه على هذه العادة الجميلة، وتحثنا على اتخاذ الكتاب خير جليس.

تخصيص قيادتنا الرشيدة شهراً كاملاً للقراءة، جاء نابعاً من إيمانها بأهمية القراءة وتأثيراتها الإيجابية في المجتمع، وإدراكاً لحجم إسهامها في إنشاء أجيال متعلمة ومثقفة، تمتلك القدرة على المشاركة في مسيرة التنمية، وإيماناً منها بقدرة القراءة على الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي الذي بات أولوية رئيسة في الأجندة السنوية للحكومة، إلى جانب إثراء ودعم ممكنات البيئة الثقافية والمعرفية في الدولة، ما يسهم في تحفيز أبناء المجتمع على الابتكار ودعم اقتصاد المعرفة الذي تعمل الإمارات بكل جهد على ترسيخ أسسه.

اهتمام الإمارات بالقراءة، لم يكن مجرد شعار، وإنما أصبح واقعاً عبر المبادرات التي أطلقتها قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها «الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016 – 2026»، و«تحدي القراءة العربي» الذي يسهم في تحفيز الطلبة على ممارسة القراءة وتحويلها إلى أسلوب حياة، وقد رأينا في السنوات الماضية، ما أحدثه التحدي من تأثير بين الطلبة، الذين تهافتوا على المشاركة به لإرواء ظمأهم المعرفي.

مسار:

القراءة تروي ظمأنا المعرفي وتحفزنا على الابتكار