نقف على بعد أيام قليلة من بدء شهر رمضان المبارك، فيه تفتح أبواب السماء ويجاب الدعاء، فهو شهر الرحمة والبركة، فيه أنزل القرآن الكريم على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، في ليلة القدر. نقف على أعتاب الشهر الكريم وقد بدأنا الاستعداد للصيام والقيام، وندعو الله أن يسلمنا رمضان، وأن يتسلمه منا متقبلاً، وها هي تباشير شهر الخير بدأت مع إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشروع وقف «المليار وجبة»، بهدف توفير مئات الملايين من الوجبات لعشرات السنين المقبلة، لتكون صدقة جارية لشعب الإمارات، وخيراً غير منقطع.

في وقف «المليار وجبة» درس عظيم ندرك من خلاله أهمية الوقف الذي جعله ديننا الحنيف حماية للمجتمع، وسبباً لتماسك أفراده، وفيه رسالة محبة وسلام للجميع، وعبر هذا الوقف نشرع نوافذها على حب الخير والعطاء، لا سيما عندما ندرك مقدار مساهمته في معالجة مشكلة الجوع حول العالم التي يعاني منها 828 مليون إنسان.

حاجة العالم لمشروع وقف «المليار وجبة» ماسة جداً، وهو ما تؤكده أحدث تقارير منظمة الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن العام الماضي سجل معاناة حوالي 2.3 مليار شخص في العالم من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد، كما كشفت أيضاً عن عجز نحو 3.1 مليارات شخص عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي خلال 2020، بينما عانى أكثر من 45 مليون طفل دون الخامسة من الهزال، وهو أحد أشكال سوء التغذية الأكثر فتكاً، ما يزيد من خطر وفاة الأطفال، بما يصل إلى 12 ضعفاً. تلك الأرقام مخيفة، وتكشف عن مدى أهمية هذا المشروع وقدرته على تخفيف معاناة العالم، فضلاً عن كونه يمثل دعوة لأصحاب الأيادي البيضاء لتكثف مساهماتها، ويمنحنا نحن أيضاً المجال للمشاركة والتعبير عن حبنا للعطاء والخير.

مسار:

الوقف.. حماية للمجتمع وفيه رسالة محبة وسلام للجميع