حين عادت الأم من الدورة التدريبية إلى المنزل بدأت بمراجعة بريدها الإلكتروني الخاص، ولاحظت إحدى الرسائل الموجهة لأولياء الأمور عن أهمية إرسال الموافقة أو الرفض بخصوص رحلة الطلاب المدرسية إلى اليابان، بدأت الأم بالرد منغمسة في الكتابة، ويلاحظ ابنها طول وعمق الرد فيخبرها:
أمي كلمات بسيطة تكفي، لا أعتقد أن المعلمة لديها الوقت لقراءة هذا الرد الطويل. فتجاوبه الأم: لا بد أن تزود الأشخاص دائماً بالتفاصيل اللازمة.
«لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباؤكم، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم».
إن الاختلاف بين الأجيال أصبح اختلافاً وارداً في الآراء والثقافات بين جيل وآخر، وهذا الاختلاف يشير إلى الفجوة التي قد تفصل بين الأفكار ووجهات النظر التي يعبر عنها جيلان مختلفان في الأفعال والأذواق والمعرفة، فلقد أصبحت الفروق بينهما واسعة؛ وذلك نتيجة التطور التكنولوجي والعلمي السريع الذي نشهده اليوم. الجيل القديم يتقن فن التعامل مع الحالات المعقدة والأمور الطارئة، وعلى الجيل الجديد أن يقدر تلك الحكمة التي تراكمت عبر السنين.
أما الوسائل الحديثة المتوفرة في الوقت الحالي فقد ساهمت في تطور مهارات الأجيال وطريقة تفكيرهم وتقبلهم لكل ما هو جديد ومختلف في عالم التكنولوجيا، ولا نستبعد حرصهم واهتمامهم في هذا المجال، فهم من جيل «تيك توك» و«إنستغرام»، والذكاء الاصطناعي الجديد chatGPT، التي ستغير حتماً مفهومنا لكثير من الأشياء التي ألفناها في السابق.
ولا غنى عن حكمة الجيل المخضرم في توجيه دفة القيادة، ولكن لا بد أن يقدم الجيل القديم بعض التنازلات لتمكين الجيل الجديد من تصميم التجارب والحلول المناسبة، فلقد فطروا على المنتجات الرقمية منذ صغرهم، ويمكننا الاستفادة من مهاراتهم وتميزهم في هذا المجال، فهم دائماً المساهم الأول في حركة التطور في المجتمعات، وهم العقل المبدع والمدبر القادر على دفع عجلة التقدم نحو الأمام.